الأفروسنتريك.. قبل أن تتدحرج كُرة اللهب من أوروبا إلى مصر!

 

بقلم حسام الضمراني، صحفي

منذ ثمانينيات القرن الماضى عندما صاغ الباحث والناشط الأمريكي الأفريقي "موليفي أسانتي" مصطلحات المركزية الإفريقية "الأفروسنتريك" – والتي هي حركة ثقافية وسياسية- تزعم أن الأوروبيين سيطروا على الأفارقة وغيرهم من غير البيض لقرون من الزمن، من خلال العبودية والاستعمار، ويعتبر أتباع "الأفروسنتريك" من الأمريكيين من أصل أفريقي أنفسهم وجميع السود الآخرين كأفارقة توفيقيين ويعتقدون أن نظرتهم للعالم يجب أن تعكس بشكل إيجابي القيم الأفريقية التقليدية.

ووفقًا للمركزية الأفريقية، بدأ التاريخ والثقافة الأفريقية في مصر القديمة، التي كانت مهد الحضارة العالمية؛ حيث ترأست مصر أفريقيا السوداء الموحدة إلى أن سُرقت أفكارها وتقنياتها وطمس الأوروبيون سجل إنجازاتها؛ وهو ما برز مؤخرًا في الأزمة التي صاحبت إعلان منصة نيتفليكس، عن فيلم «كيلوباترا» الذي قدموا خلاله سرديتهم المزيفة للتاريخ والهوية المصرية.

والمركزية الإفريقية تروج لسرديتها نظريًا على مدار 40 عامًا؛ وهو ما تطور بعد ذلك لتظهر أفكارها من خلال ترجمتها عبر أفلام سينمائية تنتجها الحركة لمنصات رقمية تستهدف الشباب في المقام الأول؛ وهو ما حدث مؤخرًا من أزمة عرض فيلم "كليوباترا"، الذى رأى عدد من الكُتاب أنه عمل فني يستهدف تشويه تاريخنا عند الشباب المصري، أو  من خلال إنشائهم متحف في أحد البلدان الأمريكية احتوى علي تماثيل مزيفة للمصريين القدماء وقناع مغلوط للملك توت عنخ آمون بوجوه سوداء؛ واستضافتهم لخبراء يؤيدون ويروجون للفكرة؛ بهدف الترويج للحركة وأفكارها في محاولة لإعادة تقديم قراءة مغايرة للتاريخ تخدم أهداف الحركة.

أما المؤرخون المصريون يرون أن أفضل السبل لمجابهة الأفروسنتريك وأفكارها التي باتت مثل كرة اللهب التي تتدحرج وبسرعة من أوروبا إلى مصر، أن تقوم مؤسسات الدولة المصرية الثقافية بإنتاج عدد من الأفلام الوثائقية والفنية للمنصات الرقمية المصرية والدولية وبلغات عدة تتضمن على سرديتنا المصرية لمجابهة ما تروج له المركزية الإفريقية.

 

 

 

إرسال تعليق

أحدث أقدم