عمال الـ"بيكيا" لغز لبيئة أفضل

 

العمال يحققون قواعد البيئة الأربعة.. ونباشين القمامة خارج قائمتها

وعملية الفصل مهمة في إعادة التدوير.. وحرق القمامة طريقة للتخلص

حوار حنين سمير

داخل شوارع مصر تقطن مجموعة عرفوا منذ سنوات باسم "بائعي البيكيا"، مهنة حافظت على تواجدها سعيًا للرزق، تعتمد على بيع الخردوات، فما هي قصتهم، وفي حوار مع طه الصباغ، أستاذ الكيمياء البيئية، يوضح ماهية البيكيا وعلاقتها بإعادة التدوير، وإلى نص الحوار..

1-  مهنة جمع المقتنيات القديمة " البيكيا" هل هي فعلاً مفيدة لعمليات إعادة التدوير؟

نحن نمتلك مخلفات يجب أن نقوم تجاهها بممارسات لكي نقلل حجمها، وتتمثل في أن يقوم كل فرد بتقليل مخلفاته، ونحن لدينا rduce -ruce -rycycle -recover ، فالأولى تعني تقليل مخلفاتنا، والثانية إعادة الاستخدام، والثالثة استخدام الخامة وتغير شكلها، والأخيرة استرجاع ما نحتاج إليه، وبالتالي الأفراد المعنيون بـ"البيكيا" يستخدمون المصطلح الثاني ويحققون إعادة الاستخدام، وبذلك تصبح هذه المهنة تخدم البيئة، وفي أمريكا يوجد مثيل لرجل البيكيا المصري، ولكن الناس هي التي تبيع الأشياء التي تمتلكها وتسمي هذه العملية "جراچ sale”، ومن خلالها يبيعون علي سبيل المثال لعبة أطفال مستخدمة استخدامًا خفيفًا، والمكنسة الكهربائية أو الكتب، ويتم الإعلان عن هذه المنتجات المستهلكة التي تباع في الـ"جراچ سيل" في جرائد المدينة، ويقبل الناس على شرائها.

2- هل توجد ممارسات غير قانونية تتعلق بهذه المهنة؟

هذه المهنة لا تحمل أي جانب غير قانوني، وأنها علاقة بيع وشراء بين الشخص المستغني عن السلعة والشخص الآخر الذي يحتاجها، بحيث يصلون إلى اتفاق معين، وبناء عليه يقوم بشراء المنتج من البيكيا.

3- ما هي الطرق السليمة للتخلص من المخلفات والمواد العضوية والمقتنيات القديمة بدلاً من استبدالها مع بائعين البيكيا؟

أولا لابد للناس بيع الأشياء التي لا يحتاجونها لبيكيا من أجل التخلص منها بمقابل، ولكن المخلفات فيها بلاستيك -ورق - صفيح – كرتون، والطرق السليمة للتخلص من خلال الفرز من المنبع، بحيث يكون كل نوع مفروز عن الآخر، مثل البلاستك ينفصل عن الازاز عن الكرتون، والحديد ينفصل عنهم، ونصنف مخلفاتنا يما يساعد على الاستفادة منها، والحكومة منذ ٥ سنوات ماضية قاموا بتدشين أكشاك لاستقبال المخلفات، وهى أحسن طريقة، ويتم الاستفادة من المخلفات العضوية بعمل سماد بلدي، ويفضل عمل جاز حيوي بديل الجاز الطبيعي في المنازل، وهناك فرق بين النباشين والبيكيا؛ فالنباشين هم من يقوموا بالذهاب إلى القمامة ويقوم باختيار أغراض معينة منها.

5- هل يتم اعتبار عمليات الحرق والتنقيب عن القمامة بعشوائية خطر يهدد البيئة؟ وكيف؟

التنقيب في القمامة مثل النباشين هو سلوك سيء، فالنباشين يأخذون ما ينتفعون به من القمامة، ويلقون البقية في الطريق، وهو سلوك ضار، وبالنسبة لحرق القمامة هي طريقة للتخلص من القمامة، ولكن يجب أن تكون بطريقة محكمة، ولكن الحرق المفتوح له أخطار عديدة، أهمها زيادة غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو؛ مما يسبب سرطانات وتغير جودة الهواء المحيط، ويجب أن تقوم وسائل الإعلام بدور التوعية للمواطنين حول خطورة هذه الأشياء وتسليط الدور عليها؛ فالحرق داخل محارق خاصة يختلف عن الحرق بطرق عشوائية.

6- البعض يستخدم مواد ضارة في إعادة تدور القمامة، فما هي المواد الضارة؟ وما أضرار ذلك على الفرد والمجتمع؟

إن عامل البيكيا يشتري منتجات لرجل آخر يقوم باستخدامها، فهو يسهل عملية إعادة التدوير، إنما إذا قمنا بتدقيق العبارة، فهناك عمال للبيكيا يقومون بتجميع أجهزة الحاسوب لاستخلاص الذهب والماء الملكي واستخراج غازات ضارة والنحاس والقصدير ومعادن اللحام منها، وهذه استخدامات ضارة، ووزارة البيئة قامت بعمل تطبيق على الهواتف المحمولة، مخصصة لاستقبال الأجهزة الإلكترونية كاملة، فكل منتج أو غرض له طريقة تخلص مخصصة له وفقًا لمدى خطورة بقاياه.

7- ما نتائج التخلص غير السليم من المواد العضوية؟ وما رد فعل الدولة على ذلك؟

من الممكن استخدامها في السماد البلدي ويستخرج منها الجاز، والدولة تحاول أن تعالج هذا الموضوع، وتجميع المخلفات العضوية، ويجب على الدولة أن تتخذ قرار أن نحولها لبايو جاز؛ لأن أنبوبة البوتوجاز في غلاء دائم ومرتفعة الثمن، ويكون الإجراء السليم للمخلفات العضوية للتخلص منها أن يتم فرزها بداية من امنازل ويتم استخراج منها بايو جاز.

٨- ما هي إجراءات الوزارة لمواجهة تلك السلبيات وتلك الأخطار التي تهدد البيئة؟

الإجراءات تكمن في أن تنشط الدولة المحليات وتعزيز دورها مع وسائل الإعلام، وتشجيع الناس على فرز مخلفاتها من المنبع، وأن من يجمع المخلفات العضوية يجمعها بانتظام على أساس أن هذه المخلفات ينتج عنها روائح كريهة نتيجة التعفن، واستغلالها في إنتاج البايو جاز والسماد البلدي، وفي فكرة إعادة التدوير اقترح أن نقوم مرة ثانية بتعزيز فكرة الأكشاك التي قامت بها الدولة، ومن ضمن المقترحات عمل أكشاك أخرى نضع بها الأشياء التي لا نستخدمها ويأتي الفقراء لأخذها دون مقابل، وهذه الفكرة تم تنفيذها في أمريكا.

إرسال تعليق

أحدث أقدم