ألعاب القوى سبب ظهور بعض
الدول على الساحة.. و
تكلفة
المشاركة في بطولات الكيك بوكسينج يتحملها اللاعب.. وتحمل الأندية لتكاليف الإصابة
تختلف من لعبة لأخرى
قلة الملاعب وسوء
جودتها على مستوى المحافظات.. واللاعبين لا تتلقى الرواتب
كتب_ مريم
جهاد، رحمة سعيد، عبد الرحمن محمود، عبد الرحمن أحمد
تهميش بعض
الرياضات، ظاهرة شهدتها الملاعب المصرية طوال الحياة، فهناك خلل واضح في التوازن
الرياضي، فيقع كل الاهتمام على كرة القدم، أما على النقيض الآخر فيوجد تهميش واضح
وصريح لرياضات لا تقل أهمية عنها ويحقق لاعبيها بطولات أهم وأكبر، لكن نادرًا ما
يتم تسليط الضوء عليهم.
ألعاب القوى تفتقر إلى
الاهتمام
من طفل صغير في ضواحي المنصورة إلى
أسرع العدائين، حفني عبد المقصود، بطل مصر وأفريقيا والعالم في ألعاب القوى
"فقز الحواجز والجري"، ومدرب النادي الأهلي، يرى أن الإقبال على مثل هذه
الرياضات ضعيف بالرغم من كونها رافعة لرصيد الدول، فبفضلها ظهرت بلدان فقيرة علي
الخريطة كإثيوبيا في الجري والمسافات الطويلة، موضحًا أن العلة في قلة ظهورها هي
التهميش الإعلامي، وأنه لا يعطي تلك الألعاب حقها ولا يعرفها الجمهور، متمنيًا
وجود قناة واحدة على الأقل تتناول الرياضات المفتقرة للترويج، وإقامة مهرجانات
للسرعة والاهتمام ببطولات المدارس بحضور المدربين لاختيار المواهب للأندية، إضافة
إلى إذاعة نهائيات المسابقات على قناة رياضية فكل ذلك يعود علينا بالنفع، متابعًا
أن تلك الرياضات تواجهها قلة الدعم المادي لإقامة البطولات واختبارات اكتشاف
المواهب وقلة المعسكرات، وكل ذلك يؤثر سلبًا على صنع بطل مصري أوليمبي، علاوة على
ذلك الإغفال عن تثقيف النشء رياضيًا.
وأكدت مريم مكاوي، عداءة في النادي
الأهلي، حصولها على مرتب رمزي، ومواجهتها لمشكلة المشاركة في البطولات الدولية؛
لكثرة الاحتياجات التي لم تتوفر لها كالنظام الغذائي والمتابعة النفسية والعلاج
الطبيعي، ذاكرة المعاناة النفسية وما يغلبها من شعور عدم القدرة على النجاح في
مصر، مضيفة أنه في حالة الإصابات يتحمل النادي لجزء من التكلفة في حالة كانت خطرة
فقط، وعدم توفير أموال كافية للاعبين، إلى جانب غياب اهتمام من الاتحاد بالرياضة؛
لوجود مشاكل داخلية وحتى المدربين الجيدين يسافرون إلى الخارج لتوفر فرص قيمة،
وللحصول على مرتبات ليست كبيرة، ولكن معقولة.
"مفيش
دعاية.. مفيش ملاعب.. مفيش رعاية"
أفادت فاطمة محمد، ٣٣ عامًا، حكم هوكي
وشاركت في كأس العالم للشباب ولاعبة ومدربة سابقًة، أن أولى العقبات التي تواجه
رياضة الهوكي هو تعرضها للتهميش الإعلامي، وقلة الإقبال على اللعبة لاحتياجها
أدوات معينة ليست في متناول الجميع ماديًا، علاوة على ذلك قلة الملاعب وسوء جودتها
وانكماشها على مستوى المحافظات، مُضيفة أن قلة الرعاة، بل انعدامهم عقبة مهمة تقف
ضد انتشار العبة، مؤكدة ندرة الدعاية لها رغمًا عن عراقتها ووجود اتحاد رسمي لها.
وأوضح زين العابدين، ذو ال18 عامًا،
لاعب هوكي، أنه بالرغم من كونه لاعبًا رسميًا مُسجلًا في الاتحاد المصري، لكنه لا
يتلقى مرتب ثابت، بل لا يوجد إطلاقًا لظروف مالية خاصة بالنادي والاتحاد، وأن
أندية الدرجة الأولى فقط من تتحصل على المال، مضيفًا شعوره بالضيق لعدم مرور
الهوكي في الإعلام الرياضي، وبالرغم من الندرة الإعلامية مازال شغفه وحبه لها
مستمر، ذاكرًا إيجابياتها مثل مشاركته في البطولات وانضمامه للاتحاد كان دون رسوم،
والنادي من يتحمل مسؤولية علاج اللاعبين حالة وقوع إصابة، مُرجعًا سبب بدايته في
الهوكي إلى مدرسته وكان من أوائل المشاركين بها.
"ادفع عشان تعدي"..
شعار دخول الاتحاد
أوضح هاني عبد الفتاح، المدرب الدولي
للكيك بوكسنج، أن رياضات النزال مظلومة إعلاميًا؛ لكونها فردية وتسليط الضوء على ألعاب
أخرى ككرة القدم مما يجعلها أكثر شعبية، ذاكرًا أن تكلفة الدخول للبطولات والتسجيل
في الاتحاد الرسمي للكيك بوكسينج تقع على عاتق اللاعب وترجع المشاركة حسب الوضع
المادي، ولكنها تكلفة ليست كبيرة نسبيًا، وأنه بالرغم من تفوق مستوي الرياضات
القتالية محليًا وعالميًا، إلا أنها مهمشة في ساحات الإعلام الرياضي، رغم وجود اتحاد
رسمي، وأنها لا تقل أهمية عن رياضات أخرى، كما يوجد صعوبة بالاحتراف الخارجي، إلا
أن الإقبال عليها متزايد.
قالت ولاء جابر، لاعبة كيك بوكسنج، إن الرياضات الأخرى تتعرض للإهمال الإعلامي، وأن أغلب اللاعبين لا تتلقى أية رواتب
سواء من النادي أو الاتحاد، مكملة أن المشاركة في المنافسات بتكلفة مادية يتحملها
الفريق، فهناك مشاركات بسعر مبالغ فيه والظروف المادية لا تسمح للكل بالمشاركة وفي
حالة الإصابة تقع تكلفة العلاج على اللاعب كلها، وأن أدوات اللعبة مكلفة، وندرة الاحتراف
بالخارج لعدم توافر التكاليف المالية.
علق يوسف درويش، بطل مصر عالميًا في
الكونغ فو، أن أهم الصعوبات التي تواجهه إمكانية التوفيق بين الحياة العملية كلاعب
في منتخب مصر وحياته الاجتماعية، موضحًا أن العائد المادي غير مجدي للحفاظ على
حياة تجمع بين الرياضة وأدواتها والغذاء الصحي والالتزامات الشخصية، وأن معسكرات
المنتخب المصري تستغرق ثلاثة أشهر، وخلالها
تتأثر حياته بالخارج لأن فترة المعسكر والتجهيز تتطلب أموال طائلة يتحملها اللاعب
وذويه فقط، حتى يتمكن من بدء البطولة باللياقة والتدريب المناسبين، وأن أكبر عقد
يمكن أن يتقاضاه اللاعب الناجح مع الأندية المصرية لا يتعدى ألف جنيه شهريًا،
مقترحًا صرف مبلغ مالي لكل لاعب في فترة التجهيزات من وزارة الشباب الرياضة، ويتم
تحديد المبلغ بقدر ما حققه اللاعب من بطولات.
وأضاف "درويش" في مسألة عدم
التفات الإعلام للعبة، أن الأمر طبيعي، فالإعلام المصري يصب تركيزه على لعبة كرة
القدم، رغم تألق لاعبي مصر في الألعاب الأخرى، قائلاً "لقد حققنا فقط العام
الماضي ثلاث ميداليات ذهبية وتفوقنا على دول مثل الصين"، ولكن تقدير جماهير مواقع
التواصل الاجتماعي يعوضه عن قليل من التجهيل الذي يتعرض له من وسائل الإعلام،
ولكنه لا يزال غير كاف.
