بقلم: د.عثمان فكري، أستاذ مساعد الصحافة بكلية الإعلام
جامعة القاهرة
لا ريب أن وسائل التواصل الاجتماعي تلعب دورًا خطيرًا في
التأثير على الهوية الوطنية لدى الشباب، وهو أمر بات ملحوظًا في السنوات الأخيرة
حيث انعكست تأثيرات منصات التواصل على قطاع كبير من الشباب المصري، الذي ًصبح
يتجاوز التقاليد والًعراف والثقافات المختلفة، التي تشكل في مجموعها الهوية
الوطنية المصرية إلى هويات مختلفة مستوردة من الغرب عبر هذه المنصات، التي حولت
العالم بالفعل إلى قرية كونية صغيرة.
ولعل الحالات الأخيرة التي ظهرت في المجتمع المصري عبر منصة
التيك توك دليلًا قاطعًا على أن الهوية يمكنها أن تذوب نتيجة للاختراق الثقافي،
حيث بات البحث عن المال هو الغرض الأساسي لدى قطاع كبير من المجتمع المصري، بغض
النظر عن الوسيلة المستخدمة للوصول على هذا الغرض، فبعد أن كنا نعتبر أن بيوتنا
حرمة بكل ما فيها، أصبحنا نعري أنفسنا أمام العالم بكل أريحية وبكامل إرادتنا دون
خشية أو خوف من الله أولًا أو من المجتمع ثانيًا أو حتى من أنفسنا، وصار البحث عن
المال يطمس الهوية، وسهلت منصات التواصل الاجتماعي هذا الأمر ووفرت له كل السبل،
وصرنا نستعرض بيوتنا بكل ما فيها من حرمات، بل وصل الأمر إلى أن البعض قد يستعرض
جسده بحثًا عن المشاهدات التي تتحول إلى أموال.
في طريق طمس الهوية، نماذج كثيرة مرت على المجتمع المصري في
السنوات الأخيرة، وحققت أموالًا طائلة دون تعب أو مجهود سوى نبش كل خصوصية ممكنة،
وتقديمها للعالم عن طيب خاطر.
