محروم.. رئيس شبكة الدفاع عن الطفل: الجهود الحكومية والمدنية ينقصها التنسيق

 

العصابات تشرك الطفل في تجارة المخدرات بالبيع.. وتعلمهم السرقة

200 محاميًا للدفاع عن الأطفال بلا مأوى.. ونواجه مشاكل مادية

مؤسسات المجتمع المدني: أطفال الشوارع بلغوا 3 ملايين طفل.. و"التضامن": 17 ألف طفل فقط

حوار: رحمة سعيد

عادة تبتهج عند رؤيتك للأطفال، ولكن تذكر ليس كل الأطفال يعيشون طفولتهم، وظاهرة أطفال الشوارع تزداد حدة يومًا بعد يوم، وتنمو حولها العديد من المشكلات الأخرى أبسطهم السرقة وتجارة المخدرات، ومع أحمد مصلحي المحامي بالنقض، ورئيس شبكة الدفاع عن أطفال مصر، يوضح أهم التفاصيل حول تلك الظاهرة، وإلى نص الحوار..

1-  هل ما زالت شبكة الدفاع عن أطفال مصر تعمل بالفعل ومستمرة في جهودها؟

ما زالت الشبكة تعمل بالفعل، بفضل مجموعة من السادة المحامين المتطوعين، ولكنها تعمل في ظل ظروف صعبة، أولها الدعم المادي، وتدابير لوجيستية مثل انتقال المحامين لأماكن تواجد الأطفال، ومصروفات حضور الجلسات والتحقيقات وغيرها، بالإضافة لتعطل العمل في الفترة الأخيرة بسبب عقد انتخابات نقابة المحامين، كما أثر ضعف التنسيق مع الجهات المعاونة لشبكة الدفاع عن أطفال مصر في الأعوام الأخيرة، مثل الجمعيات الأهلية العاملة في مجال الطفل والمجلس القومي للطفولة والأمومة.

2-  ما هي الجهود التي تبذلها الشبكة لحماية الطفل المصري، وخاصة أطفال الشوارع؟

تقوم الشبكة متمثلة في 200 محامٍ على مستوى الجمهورية بالدفاع القانوني عن الأطفال، سواء كانوا متهمين أو مجني عليهم أو حتى شهود، ومن أكثر أنواع الأطفال احتياجًا للدعم القانوني هم الأطفال بلا مأوى.

3-هل ترى أن جهود مؤسسات حماية الطفل، الحكومية والخاصة، كافية لحماية أطفال الشوارع من الاستغلال وتحسين أوضاعهم المعيشية؟ وما هي تلك الجهود؟

مما لا شك فيه أن مؤسسات الدولة ومؤسسات المجتمع المدني تبذل مجهودًا كبيرًا للحد من ظاهرة أطفال الشوارع، لكن يعيب تلك الجهود كونها منعزلة، ولا تحظى بتنسيق وتكامل، ولا تعمل تحت سياسات عامة، مما يجعل تلك الجهود لا تصب في مصلحة الطفل، على الأقل بالشكل المرجو، وبالشكل الذي يتيحه القانون والدستور المصري، حيث إن دستورنا يحمي الطفل بشكل كبير.

من أبرز جهود الدولة مشروع "أطفال بلا مأوى" والمجلس القومي للطفولة والأمومة اللذان يعملان باستراتيجية خاصة بهم، وخصص له ميزانية من وزارة التضامن الاجتماعي وصندوق "تحيا مصر"، ولكن تلك المبادرات كانت لتصل لأطفال الشوارع بشكل أكبر في حالة إشراك المجتمع المدني، حيث لا تقدر الدولة منفردة على حل الأزمات الاجتماعية، وتعمل منظمات المجتمع المدني أيضًا باستراتيجية مختلفة بشكل منعزل، وتحصل على دعم من المبادرات والمنظمات الدولية لحماية الطفل، فالتنسيق المراد حدوثه هو مثل تعرض طفل لحادثة، مما يجعل المواطن يتصل بخط نجدة الطفل، ومن ثم يتم إبلاغ الجمعية الأهلية الأقرب لمكان الطفل بالتحرك للمساعدة، ويعني ذلك بناء منظومة ومشروع متكامل لحماية الطفل، ولكن ذلك التنسيق مفقود.

4- هل يمكن تقديم نظرة عامة لحجم ظاهرة أطفال الشوارع في مصر وتطورها عبر الأعوام الأخيرة؟

يمكن القول بأن حجم الظاهرة حاليًا مختلف، ونعني بالشكل القديم منذ مطلع عام 2010، ولكن المشكلة تكمن في أن المواجهات الأمنية مع أطفال الشوارع، جعلتهم يغيرون أماكن تواجدهم من الشوارع والميادين العامة، مما يوحي للبعض بأن الظاهرة اختفت تمامًا، وذلك غير صحيح، فيمكننا رؤية الأطفال في كثير من الشوارع مفترشي الأرض، أو يتحركون بين السيارات في إشارات المرور المزدحمة، ويتم استغلالهم بنفس الطريقة، من أشخاص أكبر منهم سنًا، وحتى عند التحفظ عليهم من وزارة الداخلية وإيداعهم دور الرعاية، في أغلب الأحيان يقومون بالهرب، مع عدم وجود شفافية في مسألة إعلان حجم الظاهرة، ففي وقت من الأوقات أعلنت منظمات المجتمع المدني أن عدد أطفال الشوارع قد يصل لـ3 ملايين طفل، بينما أعلنت وزارة التضامن الاجتماعي عن أن العدد فقط 17 ألف طفل، وكانت إجابة أجهزة الدولة أن مفهوم طفل الشارع يقتصر فقط على الطفل الذي فقد أسرته، بينما نرى أن المفهوم أوسع من ذلك ليشمل أي طفل يتخذ الشارع مآوى له، حتى في وجود أسرته.

5-هل هناك حالات نجحت الشبكة أو الدولة في حمايتهم وإعادة تأهيلهم؟

بالطبع، هنالك الكثير من الحالات التي نجحت الشبكة في إعادة تأهيلها، فإن كانت شبكتنا مهتمة أكثر بالقسم القانوني، فإنها تنسق مع جهات دولية مثل اليونيسيف والمجلس القومي للطفولة والأمومة، للاهتمام بالشق الاجتماعي، على سبيل المثال حالة طفل كان متهمًا في قضية "أحداث مجلس الوزراء"، وبعد احتجازه 6 أشهر، خرج ليكمل تعليمه الإعدادي، وهو الآن يبدأ أول سنواته الجامعية، وحالة أخرى لطفلة كانت تعمل في تنظيف المنازل والخدمة، نجحنا في إنقاذ الفتاة وفرض عقوبة على والدها الذي كان يعتدي عليها بالضرب وأخذ أموالها.

6-هل ظاهرة استغلال أطفال الشوارع لارتكاب الجرائم، أو استغلالهم جنسيًا لا تزال موجودة؟

نعم، وقد يصل الأمر بكثير من الأطفال بالمشاركة في توزيع وبيع المخدرات حتى أمام أماكن دور الرعاية، بالإضافة إلى قيام العصابات بالدفع بهم في جرائم مختلفة، لمعرفتهم أن الأطفال غالبًا ما سوف يلاقون عقوبة مخففة، مثل تعليمهم كيفية السرقة بالإكراه، وكثيرًا ما تكون تلك العصابات هي نفسها جيل سابق من أطفال الشوارع.

7-لماذا لا تزال مصر تعاني من ظاهرة أطفال الشوارع إلى الآن؟

هنالك عوامل عديدة تساعد في استمرار تلك الظاهرة، أهمها الفقر، والمشكلات الأسرية التي قد تصل للعنف، مما لا يدع أي مكان للطفل غير الشارع يلجأ إليه.

8-في رأيك كيف يمكن استغلال طاقات هؤلاء الأطفال لبناء الدولة؟

يمكن النظر والتعلم من تجارب دولية مثل هولندا، التي تخصص مبالغ ضخمة للتعليم المهني للأطفال بلا مأوى، ليكبروا ويشاركوا في المجتمع كأطباء ومهندسين وغيرهم، ولدينا في الدولة سبل الرعاية والدعم بالفعل، ولكن ينقصنا التنسيق وفق استراتيجية واضحة المعالم، بشكل تكاملي بين الحكومة والمجتمع المدني وحتى الإعلام.

9-ما هي مقترحاتك لحل الأزمة؟

كما قلت من قبل يلزم التنسيق بين جهات الدعم الحكومية والمدنية، وتوفير حلول مثل الأسر البديلة حتى داخل دور الرعاية، ليتم توظيف كل الجهود لتطوير الأطفال لجعلهم مواطنين وكوادر ثمينة.


إرسال تعليق

أحدث أقدم