يوم في حياته.. "طيف" يكشف معاناة عمال النظافة

حمدية: المدير يجبرنا على عدم الإمضاء حتى يخصم جزء من المرتب.. وعطية: أعمل في وظيفتين والهيئة تفصل العمال دون مبرر

جمعة: "مدوقتش اللحمة من زمان وبناكل من موائد الرحمن"

مسؤول بالهيئة: لدينا أخصائي نفسي للعمال ونوفر لهم رحلات صيفية

مدير هيئة النظافة: "عمال النظافة راتبهم أعلى منا".. والسيدات تعمل ساعة أقل من الرجال

كتب: عبد الرحمن أحمد، مريم جهاد، رحمة سعيد، عبد الرحمن محمود

 بسطاء في مظهرهم تغلب عليهم علامات التعب والكد اجتماعيًا ونفسيًا، وسط القمامة بعمل بسيط وأجر ضعيف، حسب وصفهم فهم غارقون في أعماق المعاناة والضيق يعيشون في شدة وتعسف، ويتنفسون العسر والمشقة في محاولة للنجاة في ظل الظروف الراهنة لكن تبوء بالفشل، هم عمال النظافة بدورهم الكبير في المحافظة على شوارع بلادهم، إلا أنهم منسيون، في جولة لفريق "طيف" يرصد معاناة عمال النظافة.

حُراس البيئة

تروي عاملة النظافة، حمدية عبدالمعبود حسن، البالغة من العُمر 58 عامًا، رواية مختلفة عن تلك التي تخص الحكومة بخصوص قرار زيادة الأجور، مُقرة حصولها على أجر قوامه فقط 2100 جنيه بدون زيادات ومُعرض للخصم، مضيفة عدم صلاحية أخذ أيام إجازة مدفوعة على مدار الشهر، وأيام الاجازة تُخصم، وبوجه مكفهر تعبيرًا عن عدد ساعات عملها البالغة ثمان ساعات يوميًا، ولكن ما يؤلمها حقًا ليس العمل اليومي أو التعامل مع العامة، مُعبرة بالدموع المنهمرة عندما انتقل الحديث إلى مرؤوسيها أنهم كثيرون الخصم ومتعسفون للغاية قائلة "بيقرفونا، لا يجعلوننا نقوم بالإمضاء في كثير من الأيام، مما يعني المزيد من الخصم"، مُختتمة حديثها بأنها تشكو إلى الله ضيق ظروف عملها.

يختلف معها في أجر الراتب سالم محمد، البالغ من العمر 53، الذي يعمل في مجال تنظيف الشوارع منذ أكثر من 7 سنوات، ذاكرًا تقاضيه 120 جنيهاً يوميًا، مما يعادل 3600 جنيه شهريًا، ويعمل 16 ساعة في اليوم،  بشارع عباس العقاد بمدينة نصر، موضحًا أنه شارع نشط للغاية ومعظم زواره من الشباب، فذلك يرهقه لقيامه بالعديد من المارة من صغار السن بإلقاء مخلفاتهم حتى عندما يرونه بالقرب منهم، مما يشعره وكأنه يعمل ثلاثة أضعاف عمله، مضيفًا أن مرؤوسيه يتحججون بأنه لا يوجد عمال كافون، ورغم ذلك فإنهم قد يتخلون عن كثير من الموظفين شهريًا، قائلًا إن غالبية عمال النظافة في القاهرة "بيسترزقوا" من المارة يوميًا، ويعتمدون على ذلك اعتمادًا كبيرًا.

ويتفق عطية أحمد، البالغ من العمر 49 سنة،  في أن مرتب عُمال النظافة يعتمد إلى حد كبير على عطايا المارة والمساجد، خصوصًا في منطقة عمله بميدان "اسبيكو" في مدينة السلام، حاصلًا على 2800 جنيه شهريًا، ويعمل 9 ساعات يوميًا، موضحًا أنه لا يوجد أي إجازات مدفوعة الأجر ورغم ذلك، فيأخذ "عطية" يوم الجمعة إجازة متعمدًا؛ لأنه لا يقدر على العمل طوال الشهر في وظيفتين مختلفتين، حيث إنه يعمل ليلًا وردية لمدة 6 ساعات في مقهى شعبي  ويصر عطية مثل العاملة التي سبقته أن المشرفين الذين يحصلون على مرتبات تتخطى الـ4000 جنيه على حد قوله، يتعاملون مع العُمال بتعال وتعسف شديد، وقد يتم فصلهم بدون مبرر.

جمعة محمد، 42 عامًا، عامل نظافة بمنطقة باب اللوق، قال إنه يعمل ٨ ساعات يوميًا دون راحة طوال الأسبوع حيث لا يحصل على إجازات نهائيًا، وراتبه لا يكفي حتى لمنتصف الشهر، حيث إنه بمجرد دفع الإيجار والكهرباء والغاز وفواتير المياه يكون قد نفذ نصف المرتب والنصف الأخر ينتهي في أول أسبوع من الشهر، مكملًا "مدوقتش اللحمة من زمان"، وأنه يأكل علي موائد الرحمن ويقوم بجلب إفطار له ولأسرته.

هيئات النظافة ترد

أفاد محمود رمضان، مدير إدارة العلاقات العامة والإعلان بهيئة نظافة منطقة الجيزة، أن الهيئة لها دور كبير في تحسين وضع عمال النظافة، موضحًا أنه لديهم يوم اليتيم ويوم العامل المثالي ويوم الأم المثالية كتحفيز معنوي لهم، ويوجد نادي بالهيئة يسمى بالركن الأخضر للمناسبات الاجتماعية لهم بمالغ قليلة لا تقارن بأسعار الخارج، ولهم مصايف فمثلهم مثل الموظفين، مضيفًا أن حتى العمال المؤقتين لديهم تأمين صحي على حياتهم، فالموظف لا يتحمل تكلفة علاجه إنما تتحملها الهيئة.

وأضاف رمضان، أنه يوجد أخصائي للعمال يحتويهم معنويًا عند إهانة الأفراد لهم؛ فهو سلوك فرد لا يمكن للهيئة السيطرة عليه، ونقوم بتوعية بيئية في المدارس للنشئ كيف يتعاملوا مع البيئة ومع عمال النظافة وهذا يتم غرسه منذ الصغر، فعامل النظافة إذا لم يتواجد ستتنشر الأمراض ويجب عمل توعية في وسائل الإعلام، كذلك الإعلانات الممولة التي تعود عليهم بالدخل ويهملون التوعية، ولهم أدوات توفرها لهم الهيئة كي تحميهم من الإصابات مثل القفازات والزي الواقي، فعامل النظافة مهم كالطبيب والمهندس.

وافقه الرأي عبد الهادي شعبان، مدير هيئة نظافة منطقة حلوان، أنه يتم صرف الأدوات اللازمة لهم من الهيئة  في أيام المطر فيصرف لهم زي عاكس للماء، وعمال الكباري لهم زي بلون مميز حتى يراهم سائقي السيارات، مضيفًا وجود حملات بصفة دورية من الهيئة لمتابعة إذا كان هناك فرد غريب في المنطقة فهناك من يفصل نفس البدلة أو يأخذها من شخص متقاعد، وهناك عمال كثيرون تم فصلهم بسبب الملابس التي يتسولون بها في الشوارع، والهيئة مقسمة إلى شوارع وكل شارع له عدد عمال محدود يمكن حصرهم بسهولة، كما يوجد متابعة ميدانية ودفتر انصراف وحضور، مشيرًا إلى أن السيدات يتلقين نفس الراتب كالرجال وعدد ساعات عملهم أقل ساعة، والعاملات قليلون هنا والسيدات يكون أكثرهم داخل الهيئة، ولكن في الشارع لا يذكر وقرارات زيادة المرتبات طبقت على عمال النظافة فلديهم فيزا ويزيدون عن الموظفين بمكافأة بدل العدوى والإداريين يتلقون أقل منهم.

 

إرسال تعليق

أحدث أقدم