إعادة
التدوير تتم بشكل خاطئ.. وشركة مصرية تمكنت من تحويل المخلفات العضوية إلى سماد
الروبابيكيا
تخضع لسطو التجار.. ومعظمهم غير مؤهل
مشتروا
بقايا زيت الطعام يضعون كيماويات ويعيدون بيعه.. واستخدامه يؤدي إلى السرطان
حوار_
تسنيم حسين، حنين سمير، عبدالرحمن محمد
تتزايد
الأخطار المهددة للبيئة يومًا بعد الأخر، بين محاولات الإنسان لإصلاحها وإفسادها
في الوقت ذاته نتج عنها ظواهر جديدة في الشوارع المصرية، جامعي الروبابيكيا وبعدها
جامعي القمامة، ومع عاصم خشبة، الخبير البيئي، وأحد مؤسسي علم نفس الكون ككائن حي،
يوضح خطر تلك الظواهر على البيئة.
1- جمع
المقتنيات القديمة من المنازل يعتبرها البعض إعادة تدوير، فهل هي مهمة؟
يجب
أن يكون هناك تفريق بين المقتنيات القديمة والأشياء القديمة التي ليس لها استخدام
وأصبحت عبء على أصحاب البيوت، فهناك بعض المقتنيات القديمة التي يعتز بها أصحابها،
وهناك بعض الأشياء التي أصبح ليس لها قيمة فيتم إعادة تدويرها أو يعاد توظيفها
بدلًا من بقائها كمواد مخلفة؛ فبالتالي نحمي أنفسنا من أضرارها، وبهذا الشكل تكتسب
عملية إعادة التدوير أهميتها.
2- هل توجد ممارسات غير قانونية تتعلق بتلك المهنة؟
الاسم
الصحيح للمهنة هو "روبابيكيا"، حيث يقوم البائع بالمناداة في الشوارع
ليقوم الناس بشراء الممتلكات القديمة مثل الكتب القديمة وحتى بطاريات السيارات
الفاسدة أو المخلفات المنزلية مثل الكراسي وغيرها، أما الشكل غير القانوني فيقوم
عدد ضخم من البائعين باستخدام الميكروفونات أثناء عملية البيع فيسبب ذلك تلوث
سمعي، وأيضًا من الأضرار قيام البائعين بممارسات غير قانونية وغير أخلاقية مثل شرب
المواد المخدرة مما يسبب أفعال ومشاجرات تؤدي إلى الفوضى، وكذلك من الممكن قيام
بعض البائعين بسرقة أغراض وبيعها بصورة غير قانونية، فتلك العملية البيعية تحتاج إلى
التنظيم والترخيص بحيث يكون البائعين تحت رقابة الدولة.
3- ما هي الطرق
السليمة للتخلص من المخلفات والمقتنيات القديمة بدلًا من استبدالها مع بائعي "الروبابيكيا"؟
طرق
التخلص من المخلفات والمواد العضوية تختلف عن التخلص من المقتنيات القديمة،
فالمخلفات أو المواد العضوية تكون عبارة عن بقايا الطعام في معظم الحالات، مثل
زيوت الطعام التي تم استخدامها، فبدلًا من إلقاء تلك المخلفات وعدم الاستفادة منها
وتكون عبارة عن مصدر للتلوث، فهناك طرق أخرى بديلة، ففي مؤتمر أكاديمية أجياد كان
يتواجد أفراد تهتم بالتكنولوجيا العضوية، وكيفية توظيف المواد العضوية وتحويلها إلى
سماد عضوي، ومن قام بذلك المشروع كانت شركة مصرية، تقوم بتربية إحدى الحشرات التي
تتغذى على بواقي الطعام السليمة وتقوم بتحويلها إلى سماد عضوي كعلف حيواني وعلف
الأسماك، فتلك تعد طريقة آمنة وعلمية ومصدر دخل.
أما
بالنسبة للتخلص من المقتنيات القديمة، فهناك بعض المتاجر التي تقوم بشراء تلك
المقتنيات، مثل بائعي شارع المعز الأكثر شهرة، فهناك بعض المحلات التي تقوم ببيع
أجهزة التليفونات القديمة والراديو والجرامافون وجهاز تشغيل الأسطوانات الدائرية،
فيقوم العديد من الأشخاص بشراء تلك المقتنيات، فلابد أن تهتم الدولة بالحفاظ على الاهتمام
بتلك الشوارع التي تعرض تلك المقتنيات ولا تجعلها تحت سطوة البائعين، حيث يتم كل
ذلك بتراخيص ويتم التداول بصورة آمنة وتذهب إلى من يعرف قيمتها أو يعيد تدويرها
بصورة منظمة.
4- ما رأيك في موقف وزارة البيئة من بائعي "الروبابيكيا"؟
وزارة
البيئة تفتقر تنفيذ قوانينها على أرض الواقع، فمعظمهم غير مؤهل للقيام بذلك العمل، والبعض منهم يكون
منحدر الأخلاق فلا يتمكن من التعامل الأخلاقي مع الناس، فقاموا بتحطيم حياة البشر
بتلك الممارسات غير المنظمة، فإذا كان هناك وزارة بيئة حقيقية كان من الممكن أن
تقوم بتنظيم ذلك الموضوع بحيث يكون تحت رقابة الدولة والأجهزة المختصة.
5- كيف تمثل
عملية حرق القمامة خطر بيئي؟
بالتأكيد
أن حرق القمامة من أخطر الإجراءات للتخلص منها؛ لأن الدخان المتصاعد منها يحتوي
على حوالي 30مادة ملوثة للهواء ثاني أكسيد الكربون الميثان، وهما أكثر نوعين من
الغازات التي تتصاعد إلى الغلاف الجوي، حيث يتفاعلوا مع طبقة الأوزون وسببوا
اختراق تلك الطبقة التي تحمي الأرض، مكونين عازل حول الأرض يمنعها من التخلص من
الحرارة الزائدة، وذلك ما أدى إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض؛ وبالتالي تغيرات
مناخية عنيفة منها تغير أماكن سقوط الأمطار، وأعاصير مدمرة، سيول مدمرة، بالإضافة إلى
أمراض خطيرة على صحة الإنسان بسبب البكتيريا والفيروسات.
6- متى تكون
عملية إعادة التدوير ضارة للبيئة؟
إعادة
تدوير القمامة تعتبر مسؤولية الدولة ومصانع القطاع الخاص الخاضعة لرقابة الدولة
أيضًا، ففكرة إعادة التدوير تتم من خلال فرز القمامة وجمع المواد البلاستيكية مع
بعضها البعض، وكذلك الزجاجية، والورقية، والعضوية وهكذا، ولكن من الممكن أن يتم استخدام
مواد ضارة في تنظيف المواد البلاستيكية أو الزجاجية في سبيل إعادة استخدامها، ومن
هنا يأتي دور الدولة في الحرص على سلامة تلك العملية من الأضرار، ومن الممكن أن
تستخدم المواد العضوية في تصنيع علف للحيوانات؛ لذا فهي تحتاج معالجة على مستوى
عالٍ.
وبدأ
في الفترة الأخيرة ظهور فئة تقوم بشراء بقايا زيت الطعام المستخدم، وهؤلاء خطر أخر
يهدد صحة الإنسان والبيئة، فالزيوت بشكل خاص يجب أن يتم التخلص منها بطريقة تختلف
عن المخلفات الأخرى، كما أنهم يقومون بإعادة استخدامها في صناعات أخرى مثل
الصابون، والأكثر خطورة هو وضع مواد كيميائية تعيد للزيت لونه كأنه جديد ويقومون
بتعبئته وإعادة بيعه، وهذه المواد تمثل خطرًا على صحة الإنسان قد تصل إلى السرطان.
7- ما رأيك في
دور الوزارة لكبح أخطار عملية إعادة التدوير الخاطئة؟
بالنسبة لرد فعل الدولة فليس على المستوى
المطلوب إطلاقًا، فنرى في جميع المحافظات وبدون استثناء قمامة في الشوارع وتتم
إعادة تدويرها بشكل خاطئ، أما دور الوزارة مجرد كلام خارج من اجتماعات ولا توجد
أفعال.
