من الثراء إلى الفقر.. خطة سياسية أطاحت بسوريا إلى الهاوية

نائب بمجلس الشعب السوري: أمريكا هدفها سوريا وتسرق 90% من نفطها علنًا.. وحقوق الإنسان ورقة ضغط تستخدمها عند الحاجة

كتب: إسلام عبد الجواد- تسنيم حسين- ندى سمير

يعيش السوريون أزمات متتالية، فمنذ أحداث 2011، وهم يكافحون الوباء والعقوبات والحصار، ويشكون الفقر والبرد والمرض، ويصارعون من أجل الحصول على الخدمات الأساسية كالمياه والكهرباء؛ لاستئناف حياتهم الطبيعية رغم ضيق الحال، وفي هذا السياق يجيب نضال عبد الحفيظ مهنا، عضو مجلس الشعب السوري والمحلل السياسي، عن أهم التحديات التي تواجهها الدولة السورية بعد أزمتها وكيف كانت الأوضاع قبل وبعد أحداث مارس 2011، بالإضافة لأوضاع حقوق الإنسان، وإلى نص الحوار

1-      ما أوضاع سوريا قبل ثورة 15 مارس 2011؟

أرفض أن تكون أحداث مارس 2011 ثورة، لأن الثورة تنقل البلاد إلى واقع أفضل، أما ما حدث ما هو إلا "مشروع حرب"، أخذ سوريا تجاه التدمير والهاوية؛ فسوريا كانت تصنف واحدة من الدول الأكثر أمنًا في العالم، ومديونيتها تجاه العالم الخارجي كانت صفر، وقرارها السيادي السياسي كان مرتكزًا على اقتصاد متنوع؛ فكانت تأكل مما تزرع، وتلبس مما تصنع، موضحًا أن الزراعة كانت تشكل حوالي 24% من الناتج المحلي؛ فالقمح كان يكفي لـ5 سنوات قادمة فيما لو لم تنتج سوريا حبة واحدة، بالإضافة إلى توفير الخدمات الصحية والتعليمية مجانًا، وكانت تنتج سوريا في مجال الدواء حوالي 90% من حاجتها، وتصدر الفائض منه إلى حوالي 45 دولة بمختلف أنحاء العالم، كما أن الإنتاج الكهربائي كان يكفي حاجة سوريا على مدار 24 ساعة يوميًا، ويصدر الفائض إلى لبنان، وكانت شبكات الكهرباء تصل إلى كل مدينة وقرية وحتى الخيمة في الصحراء، وكانت حلب -عاصمة الصناعة السورية- تشغل غالبية اليد العاملة، وإنتاج سوريا من النفط كان 380 ألف برميل يوميًا.

2-      كيف صارت سوريا بعد مشروع الحرب؟

قبل الحرب كان الدولار يعادل 47 ليرة، وبعد اندلاعها والليرة السورية تواصل تسجيل الخسائر في قيمتها أمام الدولار، لتقترب من 15 ألف ليرة سورية للدولار الواحد؛ نتيجة التدمير الممنهج للبنية التحتية الاقتصادية والزراعية والصناعية والخدمية؛ حيث خرب الإرهابين أكثر من 7 آلاف مدرسة وكذلك المشافي، ودمرت محطات وشبكات الكهرباء، وأقنية الري، والطرقات، وشبكات السكك الحديدية، ففقدت سوريا أكثر من 115 ألف منشأة –ثلثي قدراتها- فكك بعضها ونقل إلى تركيا والجزء الباقي تم تدميره؛ ما أدى إلى ترحيل أكثر من ثلث السكان مع نزيف في الأدمغة والعقول والخبرات، وانخفاض بالإنتاج الزراعي والحيواني، وتراجع انتاج النفط من 380 ألف برميل إلى حوالي 25 ألف برميل يوميًا؛ حيث يعاني السكان من البرد القارص في الشتاء، ويقفون على طوابير ومحطات الوقود، في حين تقوم الولايات المتحدة بسرقة النفط والحبوب، وعلى الرغم من ويلات الحرب، وتداعيات جائحة كورونا، والزلزال المدمر، وتداعيات الحرب الأوكرانية، وحرب غزة؛ لازالت الدولة حتى اليوم تقدم رغيف الخبز بشكل شبه مجاني، والرعاية الصحية والتعليمية مجانًا.

3-      كيف كانت أمريكا والاتحاد الأوروبي جزءًا من مشروع الحرب على الدولة السورية؟

تدخلت الولايات المتحدة الأمريكية بشكل مباشر إلى جانب الدول الأوروبية بضربات صاروخية، وبمجيء البوارج الحربية عام 2013، والتواجد غير المشروع  في منطقة التنف على الحدود السورية العراقية الأردنية، وداخل الجزيرة السورية في محيط آبار النفط، وكذلك الدعم السياسي والدبلوماسي للحرب في سوريا سواء كان في الاجتماعات التي تم عقدها داخل مجلس الأمن والأمم المتحدة على مدى سنوات الحرب، وأيضًا تأمين الغطاء السياسي وحماية الكيان الصهيوني في التدخل في الحرب السورية بتوجيه ضربات من خارج السماء السورية لدعم الإرهابيين، وقامت بفرض أول حزمة عقوبات ضد سوريا عام 79 ووضع قانون قيصر والانتقال إلى معاقبة الدول والشركات والأفراد الذين يتعاونون مع الدولة السورية، وساهمت الولايات المتحدة الأمريكية في سرقة موارد وممتلكات الشعب السوري بالتعاون مع قوى انفصالية يتكامل دورها في ضرب البنية التحتية وممارسة الإرهاب الاقتصادي على سوريا، خلاصة القول أن الولايات المتحدة الأمريكية هي من قادت هذه الحرب وهي من هندستها ووزعت الأدوار، وكان الدور التركي المسموم يشكل رأس حربة ضد الدولة السورية.

4-      هل فعلًا للولايات المتحدة الأمريكية لها نصيب من بترول وغاز سوريا؟

نعم، بدليل إعلان دونالد ترامب، رئيس الدولة الأمريكية سابقًا، عن توقيع عقد مع شركة "إكسون موبايل" بشأن النفط السوري، وتصريح  مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية سابقًا، أن أمريكا قد تلجأ للقوة  في مواجهة أي قوى تقترب من حقول النفط السورية، في اختراق واضح وعلني للسيادة وإعلان مباشر عن السرقة، مكملًا أن الولايات المتحدة الأمريكية تقوم بنشر القواعد الأمريكية والمدرعات في محيط حقول النفط وتدعم القوى الانفصالية؛ التي تقوم بدورها في تقاسم عائدات النفط وحماية القواعد الأمريكية.

5-      كيف تسرق أمريكا النفط السوري؟

أمريكا تقوم بسرقة 90% من النفط السوري بالإضافة إلى الغاز والموارد بشكل علني، وتستخدم أكثر من 800 صهريج لنقل النفط باتجاه قواعد داخل العراق، ويهرب عبر تركيا حيث يباع بأسعار أقل من السعر الدولي لسهولة تصريفه، ويتم تقاسمه مع القوى الانفصالية ومع عصابات المال والتهريب داخل الحكومة التركية وأقرباء الرئيس التركي.

6-      لماذا تحصل الولايات المتحدة على ثروات سوريا من غاز ونفط؟

أمريكا رغم إعلانها عن سرقة النفط فهي ليست بحاجة له، فمع سرقتها لحوالي 90% من النفط السوري، إلا أن هذا ضئيل إذا قيس بنهب الدول النفطية كالسعودية والعراق، هدف أمريكا هو التواجد بالمنطقة؛ لفرض الحل السياسي الذي تريده مستقبلًا، ولمنع التعافي، ولتتكامل عملية التدمير الممنهج للبنى التحتية؛ كون المنطقة حلقة وصل للتحكم بالطرق الرئيسية في مرور النفط والغاز، وكونها منطقة نفوذ استراتيجي تصل الصين "العدو الأكبر للولايات المتحدة" بالبحر المتوسط.

7-      ما هي أوضاع حقوق الإنسان بعد الأزمة السورية؟

مسألة حقوق الإنسان ومسائل الديموقراطية والحرية في سوريا كما في مصر وفي أي دولة عربية أو غربية مصون بالدستور والقوانين والمعاهدات الدولية، ورغم ذلك الدولة السورية تعترف أنها ليست مثالية في احترام حقوق الإنسان، لافتًا إلى أن حقوق الإنسان ما هي إلا رواية أمريكية استخدمت لا­­­­­­ندلاع الحروب، ولإسقاط أنظمة الحكم في العالم، والتدخل في الشؤون الداخلية للدول وانتهاك سيادتها وحرمتها، وثبت بالتجربة أن الولايات المتحدة تستخدم هذه العناوين لغايات سياسية وبمعايير مزدوجة، وتحرك هذا الملف مع الدول التي تتعارض مع سياستها وتصنفها أنها دول مارقة تنتهك القانون الدولي الإنساني، في حين تصمت عن الدول التي لها معها مصالح، ومتسائلًا أليست الجرائم التي ارتكبتها في "غوانتانامو" و"أبو غريب" واقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه وقتل النساء والأطفال جرائم ضد حقوق الإنسان؟!، فسوريا منذ بداية الثورة قامت بإلغاء قانون الطوارئ وعدلت الدستور وأعدت قانون جديد للأحزاب السياسية، وهي ملتزمة بكل الاتفاقات الدولية بهذا الشأن وقامت بالمصالحات الوطنية وأصدرت حوالي 12 قانون عفو ضد أشخاص ارتكبوا جرائم ضد الدولة وضد الأفراد، إلا أن الولايات المتحدة كانت تتدخل لتحريض المتظاهرين والإرهابيين؛ لارتكاب الجرائم ضد المواطنين الآمنين وضد المشافي وضد الممتلكات الخاصة، أليست سرقة موارد الشعب السوري جريمة بحق الإنسانية؟!.

إرسال تعليق

أحدث أقدم