الأفروسنتريزم.. الحضارة المصرية خالصة.. والدليل أهالي الصعيد

 

بقلم: أحمد عامر، الخبير الأثري، والمتخصص في علم المصريات

إن "الأفروسنتريزم" هم جماعه تعتبر اتجاهًا أو تيارًا، يهدف إلى إحياء القومية لدى أصحاب البشرة السوداء في العالم، ومحاولاتهم بالبحث عن أصل وعرق تتمحور أفكارها حول التعصب العرقي للون الأسود، ونشأت بالولايات المتحدة، وأدعوا أن جميع حضارات شمال أفريقيا هي في الأصل «زنجية»، وألفوا العديد من الكتب لترويج تلك الأفكار الكاذبة، فقديمًا حاولوا أن يثبتوا أن المصريين القدماء من أصل "زنجي"، بل وأدعوا أن اللغة المصرية القديمة ترجع إلى "اللغة الأفريقية".

والحضارة المصرية القديمة ليس لها علاقة بالأصل الزنجي والأفريقي، حيث وجدنا أن المصريين القدماء صوروا أنفسهم بأشكال مختلفة تمامًا عن الأفارقة أو الزنوج، ونجد ذلك مُسجلًا على المعابد حيث صور المصريين القدماء أعدائهم أو الشعوب التي يتاجرون معها، ومن أهمها المنظر المصور على الجانب الأيمن من معبد "أبوسمبل" في النوبة بالشلال الثاني، وقد قام الملك "رمسيس الثاني" بإقامة هذا المعبد ليظهر نفسه، وفى نفس الوقت صور أعداء مصر على المعبد في العالم القديم، كما أننا نجد الخريطة الجينية للمصريين قديمًا تطابقت بنسبة ٧٠٪ لجينات المصريين حاليًا، والموقع الجغرافي لمصر هو سبب التغير الطفيف في التركيب الجيني لبعض المصريين حاليًا، حيث أن الجين المصري القديم لم يختلف على مدار آلاف السنين.

والادعاءات التي تنشر حول أصل المصريين القدماء غير صحيحة، والملوك قديمًا كان من حقهم أن يتزوجوا من جنسيات أخرى، وعلى ذلك نجد هناك اختلاف بأشكال المومياوات، مثلما حدث مع الملك "رمسيس الثاني" و"الحيثيين"، عقب توقيع أول "معاهدة سلام" في التاريخ بينهم، حيث زوج ابنته للملك "رمسيس الثاني"، واختلاف لون البشرة قديمًا ليس دليلًا على الادعاءات كما يزعمون بأن أصولها غير مصرية، وملوك المصريين القدماء لم يتمتعوا بأجمل الملامح، ولون البشرة وملامحها ليس دليلًا على الشك وتزوير العرق والأصل كما يزعمون، والمصريين بالجنوب يتميزون بالبشرة السمراء، وهم مصريون خالصون، وشاركوا في بناء الحضارة المصرية.

والأكيد أن المصريين القدماء هم فقط من صنعوا الحضارة، وأبناء حوض شرق أفريقيا رحلوا وتفرقوا في بلاد مختلفة، ونظرًا للاستعمارات والاحتلالات التي تحدث في كل دول العالم نتج عنها عدم وجود عنصر نقى بسبب هذه التنوعات، وأبناء هذه النظريات العنصرية حدث لهم تنوع جيني نتيجة التنوع البيولوجي، لكن في مصر وخاصة أبناء الصعيد لم يحدث لهم أي تنوع بيولوجي؛ لأنهم يمتلكون صفات العزلة والتماسك.

والكثير من الدول تسعي من حين لآخر سرقة هوية وحضارة المصريين، التي تعود إلى آلاف السنين، ويبدأ ذلك عند التشكيك ونشر الأفكار الكاذبة بين الشباب والمراهقين للسيطرة على عقول الأجيال الجديدة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، حيث روجوا سابقًا أن الرجال الأفارقة السود هم فقط من بنوا الأهرامات، وأن الأفارقة هم أصحاب الحضارة، مع تمرير الفكرة إلى الأجيال القادمة، وكل هذا ما هو إلا ادعاءات كاذبه وافتراء على الحضارة المصرية كالعادة، وأقاويل ليس لها أساس من الصحة، الغرض منها سرقة التاريخ وتزويره وتحريفه.

إرسال تعليق

أحدث أقدم