الإدمان.. وهم النجاة والقوة

 

التعاطي يبدأ من سن الـ15.. والاعتمادية والاكتئاب أبرز الأعراض

أسر تقبل تعاطي أولادهم للحشيش.. والجو الأسري طوق النجاة أو الغرق

كتبت- سلوى صلاح

حيلة الشباب للضياع، أفراد سيطر عليهم وهم النجاة بعد ما واجهوه من ظروف الحياة، لينتهي بهم المطاف في أحضان المخدرات كالحية التي تلتف حول رقبتهم، والإفلات منها أصبح صعبًا، مع عمرو يسري، طبيب الأمراض العقلية والنفسية وعلاج الإدمان، يوضح أهم النقاط حول إدمان المخدرات.

1-  كيف يتم تشخيص الإدمان؟

الإدمان له تشخيص إحصائي يحدث كل سنة مثل أي مرض، فهو قديمًا كان يسمى الخوف، وفيما بعد سمي بمرض الاعتمادية، ثم بعد ذلك بمرض الإدمان، وأخيرًا في عام 2016 سمي بمرض الاضطراب أو الاضطراب في الشخصية، وكل هذه الأسماء تؤدي إلى نفس المعنى، ولكن مصطلح الإدمان متداول لدينا في الشارع المصري، وهو مرض سلوكي، وعند تشخيص الفرد، يتضح أنه إذا تعاطى أو لديه عرض عليه من أعراض المخدرات أم لا.

2-  متى يتعرض الفرد إلى الإدمان؟

الإدمان يحدث عندما يتعرض الفرد إلى تعب نفسي ضخم ولفترة زمنية طويلة، فكثير من الناس الذين لجأوا إلى تعاطي المخدرات كان لديهم إيحاء بأن المخدرات تعطيهم قيمة وتجعلهم يقومون بالأعمال الصعبة وينتصرون في المشاجرات، فنحن نرى أن معظم المشاكل والجرائم سببها المخدرات، وأصبح الشباب من سن 15 ل 20 سنة يقبلون عليها، وهذا ما يجعل حجم المشكلة يزداد.

3-  كيف يجد المجتمع المتعاطي أو المدمن؟

قديمًا كان يتعامل الناس مع الشخص المدمن على أنه منحرف سلوكيًا وأخلاقيًا، ولكن من خلال الطب النفسي وعلماء النفس قالوا إن هذا الشخص يعاني من مرض الإدمان، وهو من الأمراض المزمنة، يوصف بفقد السيطرة، فلا يستطيع الفرد التحكم في نفسه، والمدمن له نظام حياة من قبل تعاطيه للمخدرات يجعله قابل للتعاطي، وبسبب تعاطيه يؤثر على نفسه وعلى أسرته والمجتمع والمكان الوظيفي الذي يعمل فيه.

4-  كيف تتعامل الأسرة مع المتعاطي؟

في الواقع يوجد بعض الأسر يقبلون بتعاطي ابنهم الحشيش لاعتقادهم أنه ليس إدمانًا، ولا يعلمون أنه من أخطر أنواع المخدرات، والتي توصل إلى مواد مخدرة أكثر خطورة، ففكره وجود مدمن داخل الأسرة يعني مشاكل اجتماعية وأسرية وشخصية، فمن الممكن وجود سرقات داخل الأسرة وخارجها؛ فالمدمن لا يستطيع التعامل مع الناس، وفي بداية الأمر يتعاطى المخدرات للحصول على المتعة، ولكن مع الوقت يتناولها كعلاج.

5-  هل الإدمان يختلف من فرد إلى آخر؟

هناك شخصيات أكثر استعدادًا للدخول في دائرة التعاطي والإدمان، وهذا يرجع أسبابه في المقام الأول إلى الأساليب الوالدية مثل التمييز بين الأبناء والتدليل الزائد أو الإهمال، والرفض للابن على مستوى لا شعوري، وهذه مجموعة من الأساليب الخاطئة التي من الممكن أن تجعل الابن عندما يجد أي نوع من أنواع المواد المخدرة يجربها.

6-  ما هي سمات المتعاطي؟

سمات متعاطي المخدرات أولها الاعتمادية، فلا يستطيع أخذ قرار ودائمًا يميل للآخرين في كل شيء، وجميعنا لدينا هذه الصفة، ولكن بنسب متفاوتة، ولكننا هنا نتحدث عن سمات مرضية، والصفة الثانية هي الخجل الاجتماعي والتي يميل فيها الفرد إلى الجلوس بمفرده، فعندما تجرب المخدرات تشعر في بادئ الأمر بالجراءة، ولكن بعد ذلك تزيد المشكلة، إلى جانب الشخصية القلوقة دائمًا، فيشعر هذا الشخص أن هناك ما يهدده، وأن هناك مصيبة ستحدث في حياته، وأيضًا الاكتئابية وهو شخص مزاجه سيء لا يوجد ما يسعده، ولكن بعد التعاطي يزداد الاكتئاب، والشخصية السيكوباتية التي تميل للعنف منذ الصغر، ومتبلدة المشاعر وفي نفس الوقت ناقمة على المجتمع الذي تعيش فيه، وأخيرًا الشخصية المتوافقة اجتماعيًا فيكون الشخص ناجحًا في حياته، ولكن تعرض لضغوطات وأزمات، وهناك علامات تظهر على الشخص المدمن، وهي علامات جسدية سلوكية، فالجسدية مثل احمرار العين وشحوب في الوجه، وإذا وصل إلى مرحله متقدمة يكون هناك بعض الآثار للحقن وتغيير مفاجئ في السلوك.

7-  هل يختلف نوع المخدر من فئة عمرية لأخرى؟

كل نوع من المخدرات له فئة عمرية معينة، فالأفيون أكثر ناس يستخدمونه من هم فوق الـ 50 عامًا في الغالب، والشابو يستخدمه الشباب من 20 إلى 32 عامًا، إنما الترامادول من 35 لـ 60 ويكون في الفئة العامة أكثر؛ لأنهم يعتقدونه منشط، ولكنه ليس كذلك، فهو مخدر يعمل كمسكن قوي.

8-  هل من الممكن أن يعود الفرد إلى التعاطي مرة أخرى بعد تعافيه؟

نعم، خاصة بسبب البيئة المحيطة لذلك يجب عليه تغيير محل سكنه، والبعد عن أصدقاء السوء.

9-  هل كل مخدر تختلف أعراضه المرضية على الفرد؟

نعم، فالاستروكس يؤدي إلى زوهان يجعل الشخص يقل نومه، ويرى أن الناس تتنمر عليه، ويحاولون إيذائه، فهذه ضلالات، وبعد ذلك يسمع أصوات ويرى أشياء ليست موجودة، ويسبب الترامادول التشنجات عندما يزود الشخص الجرعة.

10-     ما هي مراحل علاج الإدمان؟

المرحلة الأولى الديتوكس، وهي إزالة السموم، والمرحلة الثانية هي إعادة التأهيل، وهذه أهم مرحلة وتأخذ مدة من 10 لـ 15 يوم، وتختلف مدة التعافي حسب نوع المخدر، فالهيروين يأخذ مدة طويلة في العلاج، ولكن هناك أنواع أخرى تأخذ مده لا تزيد عن شهر أو شهر ونصف بالكثير، والمدمن يريد أن يشعر بأن هناك من يريد مساعدته ليثق فيه ويبدأ في مراحل العلاج،  والمتعافي يصبح أفضل من الأسوياء بكثير في العمل.

11-         بماذا تنصح إذا رفض المدمن العلاج؟

أنصح أباه وأمه أن ينقلوه رغما عنه إلى المصحة حتى، إذا كان في مراحله الأولى، لأن في هذه المرحلة يتم العلاج بسهولة، وتكون نسبه الشفاء عالية.

إرسال تعليق

أحدث أقدم