بقلم: رمضان قرني، خبير الشؤون الأفريقية
تكشف قراءة
المشهد العربي الراهن عن جملة من التطورات الاستراتيجية والسياسية الخطيرة، ربما
كان من أهمها القضايا والأخطار المحيطة بالعالم العربي على المستويات السياسية
والأمنية والاقتصادية وأيضًا المناخية، فبالعودة إلى طبيعة المشهد العربي نلاحظ
الآتي..
أولًا.. كارثة
حقيقية تحيط بغزة، فمنذ العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة نشهد جملة من
التداعيات والكوارث التي ألمت بالقطاع، ربما ابرزها حادث وصول عدد الضحايا إلى ٣٥ ألف
شهيد فلسطيني، علاوة على ذلك تدمير ٧٠٪ من البنية التحتية في قطاع غزة، وربما الأخطر
هو ما أعلنته الأمم المتحدة مؤخرًا حول الألغام التي زرعتها إسرائيل داخل القطاع،
وأشارت المنظمة الدولية أننا نحتاج نحو ١٤ عامًا لإزالة هذه الألغام، ويضاف إلى
ذلك التبعات الاقتصادية، وهو في الأصل يعاني من ويلات الاحتلال، وربما كانت
الهجمات المتبادلة بين إيران واسرائيل هي مثال حي لإمكانية أن تتوسع الحرب وتشمل
المجال اللبناني وسوريا والعراق، وقد تنتقل إلى سيناء إذا تم اقتحام رفح كما تهدد إسرائيل.
أما الأمن
المائي العربي في غاية الخطورة خاصة بعدما يحدث في منطقة البحر الأحمر، والممرات
المائية المهمة سواء في خليج عدن أو مضيق باب المندب أو قناة السويس، الشريان
الملاحي التجاري المهم، فمنذ بداية العمليات العسكرية ومنذ بداية دخول الحوثيين في
اليمن في الصراع مع إسرائيل وتهديد حركة الملاحة الدولية، أصبحنا نعاني من هجمات
عسكرية أمريكية أوروبية على اليمن في فترات متفاوتة للرد على هجمات الحوثيين،
والأثر الاقتصادي الخطير الذي ألم بحركة الملاحة التجارية في هذا الشريان المائي
المهم
المشهد الثالث
والذي ينبأ بكوارث حقيقية هو الوضع في السودان، فبعد قرابة عام من الحرب بين الجيش
السوداني وقوات الدعم السريع أظفرت عن نتائج كارثية لدولة السودان والمحيط
الجغرافي بها، فالأمم المتحدة أعلنت أن أكبر كارثة غذائية وأكبر ازمة جوع في
العالم ستكون في السودان، وأني كل ما أخافه وطن عربي يكسوه الرماد وتعلوه أصوات
المدافع والقنابل، وندعو الله أن يحفظ مصرنا وأن يعين إخواننا في كل بلد عربي
يتألم.
