الحرب مع إسرائيل.. مدير معهد البحوث العربية: منع مصر للتهجير يساعد الفلسطينيين

 

المقاطعة هي الحل.. وإسرائيل اتخذت طوفان الأقصى بداية لخطة التهجير.. والمقاومة أسقطت الثقة في الكيان العسكري الإسرائيلي

القيادة المصرية تقر بارتكاب إسرائيل جرائم حرب.. والدول الأخرى لجأت إليها لتهدئة الصراع

كتبت سلوى صلاح

مع عودة القضية الفلسطينية إلى الساحة الإعلامية مرة أخرى بعد أحداث طوفان الأقصى، واندلاع حرب استمرت أكثر 100 يومًا، في حوار "طيف" مع محمد كمال، مدير معهد البحوث العربية، يوضح لنا أهم الجوانب في القضية الفلسطينية، وتهجير سكانها واستراتيجية المقاومة، وكيفية دعم أهل غزة بواسطة الدول العربية، وإلى نص الحوار..

1-        كيف تجد موقف مصر برفضها لتهجير الفلسطينيين؟

أؤيد موقف مصر برفض تهجير الفلسطينيين؛ لأنه في حالة هجرتهم من أراضيهم ستكون فرصة عظيمة لإسرائيل للاستيلاء على فلسطين بأكملها، وتلك هي خطتهم، أولًا أن يقوموا بقتل إخواننا هناك حتى يرحلوا مجموعة تلو الأخرى إلى سيناء، ومنها سنوح الفرصة لتحقيق ما يطمحون إليه منذ بداية الحرب الفلسطينية الإسرائيلية، ولكن ذلك لم يحدث لأن الشعب الفلسطيني يدرك ألاعيبهم جيدًا، وسيظل هذا الشعب العظيم يدافع عن أرضه بكل ما أوتي من قوة، حتى يأتي اليوم الذي يتخلصون فيه من هذا الكابوس اللعين الذي يدعى جيش الاحتلال.

2-        ما هي تنبؤاتك حول الحرب من ناحية الجبهة الفلسطينية؟

الشعب الفلسطيني يتميز بقوة الثبات وعدم الاستسلام للطامعين في أرضه ووطنه، وإن رفضت مصر تهجيرهم بقياده الرئيس عبدالفتاح السيسي، فهذا ساعد الفلسطينيين كثيرًا في الصمود والوقوف على أقدامهم، ومن رأيي لو كان تم التهجير الفلسطينيين لنجح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مخططه، وبالتالي سيصمد الشعب الفلسطيني، كما تقوم بقية الدول العربية بدعمهم، الاستسلام يعني ضياع القضية.

3-        ماهي الإستراتيجية التي تتبعها إسرائيل في حربها على فلسطين؟

إسرائيل اتخذت من عملية طوفان الأقصى ذريعة لتنفيذ مخطط التهجير القصري لسكان قطاع غزة؛ من أجل تصفية القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أنها تنفذ استراتيجية الجحيم والتي بدورها تستهدف تحويل القطاع الى أرض غير صالحة للعيش بها من خلال القصف المتواصل، والحصار، والتجويع من أجل دفع السكان للنزوح جنوبًا باتجاه الحدود المصرية، فأدركت القيادة المصرية منذ اللحظة الأولى هذا المخطط، وأعلنت أمام العالم رفضها بشكل قاطع، وبعثت برسالة قوية للعالم، وخاصة الأوروبي، والأمريكي، قائلًا إن ما تقوم به إسرائيل جرائم حرب ضد الإنسانية، وتخالف القانون الدولي.

4-        ما مواقف مصر نحو دعم القضية الفلسطينية؟

على الرغم من الأزمة الاقتصادية، وظروف إجراء انتخابات رئاسية في مصر، إلا أن ذلك لم يؤثر على اهتمام ودعم القيادة المصرية للقضية الفلسطينية ورفض مخطط التهجير وحماية الأمن القومي المصري، ولكن بالرغم من رفض مصر التهجير القصري، إلا أن مازالت حكومة الاحتلال مستمرة في تنفيذ مخططها وذلك بواسطة إخلاء مربعات من قطاع غزة، ثم تهجير سكانها في محاولة منها لتحقيق أي تقدم في حربها على حماس، وكان الجميع يعجز عن تقديم الحل والتهدئة عدا مصر، فقد كان جميع الأطراف الدولية تلجأ إلى مصر في التهدئة ضمن أطراف الصراع سواء كان من الجانب الفلسطيني أو الجانب الإسرائيلي.

5-        من وجهة نظرك من المنتصر المقاومة أم جيش الاحتلال؟

من وجهة نظري أرى أن المقاومة الفلسطينية حققت عدم ثقة في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، وأكدت الانتصار لا يعني تدمير المباني وارتكاب كل هذه المجازر، وأن إسرائيل لم تستطع القول إنها تمكنت من احتلال جزء من قطاع غزة؛ وبالتالي من الناحية العسكرية هناك فشل إسرائيلي، كما أكدت المقاومة لإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية أن إسرائيل رغم قدرتها العسكرية فهي دولة عاجزة عن حماية نفسها وغير قادرة على الدفاع.

6-        ما هي أهم الأسباب التي جعلت الحكومة الإسرائيلية تستبيح الدماء الفلسطينية في غزة؟

إن أحد الأسباب التي جعلت إسرائيل تستبيح الدماء الفلسطينية في غزة مرتبط بقناعتها إلى حد بعيد بعدم وجود رد فعل عربي مناسب للفعل الإسرائيلي، على الرغم من أن الكثير من الشعوب العربية أظهرت دعمها للفلسطينيين، ولكن هذه المواقف لم تنعكس بشكل ملموس في قرارات الحكومات، وأنا لا أدعو الجيوش العربية للذهاب إلى غزة بهدف محاربة الاحتلال، لكن أدعو الأنظمة العربية على الأقل إلى اتخاذ مجموعة من الإجراءات والمواقف الملموسة والمؤثرة لدعم أهل غزة.

7-        ماهي الإجراءات الملموسة لدعم اهل غزة؟

 من أبرز الإجراءات الملموسة لدعم سكان غزة هي إلغاء كل أشكال التطبيع مع إسرائيل وأعوانها، إضافة إلى طرد سفرائها من الدول التي طبعت معها، علاوة على ذلك منع تصدير النفط لإسرائيل والحلفاء الذين يدعمونها وإرسال قافلة إنسانية؛ بمشاركة جهات دولية يتم إرسالها إلى غزة؛ من أجل فك الحصار ومساعدة الناس التي تُقتل وتُحرم من الطعام والماء والدواء، مع وجود قمة عربية لاتخاذ إجراءات عملية وملموسة تشعر إسرائيل وحلفائها بالضغط، وأن ما تقوم به بحق الفلسطينيين في غزة له ثمن، كذلك تحذير الدول العربية من أن مطامع تل أبيب لا تتوقف عند فلسطين، بل تمتد إلى مصر والأردن وسوريا والعراق وحتى السعودية، وأن الدول العربية يمكنها الضغط على إسرائيل وحلفائها من خلال المقاطعة الاقتصادية.

8-        ما هو موقف مصر تجاه مخيمات الفلسطينيين؟

إنّ مصر هي المدافع الأول عن القضية الفلسطينية وترفض تمامًا مبدأ المخيمات، وأن أونروا لديها 58 مخيمًا للاجئين الفلسطينيين، ومليونا فلسطيني يعيشون بمخيمات في الأردن وسوريا ولبنان، كما أن أونروا تحاول تقديم أقصى ما يمكن تقديمه للفلسطينيين في ظل الأحداث الراهنة، فقد تم قتل 9 من العاملين في أونروا بسبب القصف الإسرائيلي، وأن الاعتداء الإسرائيلي لم يعد يستهدف الفلسطينيين فقط، ولكن العاملين في المنظمات الدولية أيضًا، منهم أونروا والموظفين العاملين في الأمم المتحدة داخل الأراضي المحتلة.

9-        ما هي أوضاع الدعم الأمريكي للكيان الصهيوني؟

أمريكا خسرت الكثير من الأموال من وراء دعمها لتل أبيب، وهناك شكوى إسرائيلية من تباطؤ الإمدادات من الذخيرة لتل أبيب والتي تصل من واشنطن، وهناك انخفاض في الغطاء السياسي والعسكري الأمريكي لدولة الاحتلال، وهذه رسالة سلبية لدولة الاحتلال الإسرائيلي من حليفتها أمريكا.

إرسال تعليق

أحدث أقدم