"منى مينا" تروي لـ"طيف" محاولة إغاثتها لغزة

 

الفلسطينيون يقاومون بزيادة الإنجاب.. ويحافظون على معدلات نموهم السكاني

40 شاحنة مر منها واحدة.. والمساعدات تتعطل من الجانب الإسرائيلي

حوار: نورا علاء

في ظل الظروف القاسية التي تعيشها الدول العربية، تبرز قضايا إنسانية واجتماعية تحتاج إلى تسليط الضوء عليها، من تهريب السائل المنوي من السجون، إلى صعوبة إدخال المساعدات الطبية والغذائية، إلى الاغتصاب وإلى أكل الأعلاف فكيف تؤثر هذه التحديات على الأشخاص، وما هي آثارها على الجيل القادم؟ ذلك ما توضحه منى مينا، وكيلة نقابة الأطباء سابقًا.

1-   أطفال النطف، شاع في غزة أنه لا يتم احتسابهم ضمن تعداد السكان، ولا يتمتع هؤلاء الأطفال بأية حقوق، هل هذه الظاهرة تحدث حقًا؟

أطفال النطف هي ظاهرة لا توجد بها مشكلة علمية، حيث يتم تهريب السائل المنوي من داخل السجن، ويعتبر هذا التهريب وسيلة من وسائل المقاومة، فهناك شباب يسجنون وهم صغار ولا يستطيعون الإنجاب، فهذه وسيلة للمقاومة تحت شعار "جيل ورا جيل"، ويتم تهريب السائل المنوي ونقله إلى العيادات حيث يتم حقنه في عنق الرحم ليصل إلى البويضة، وهو أمر ليس فيه استحالة علمية، أما من الناحية السياسية، فهي واحدة من وسائل تحدي الاستعمار، حيث يهتم المسجون بأن يرى له أبناء، حتى لو لم يكن قادرًا على الخروج من السجن.

2-   هل الأدوات غير المعقمة وغير المؤهلة التي يتم التهريب فيها تؤثر على العملية؟

لست متأكدة من التفاصيل العلمية، ولكن يوجد في فلسطين أطباء أكفاء، لا أعرف تحديدًا كيف يتم التهريب، ولكن أعتقد أنهم قادرون على إتمام العملية، والأمر يمكن الحكم عليه بنجاحه أو فشله، لكنه لا يؤثر على الطفل، فهو يولد طبيعيًا.

3-   هل قوات الاحتلال تقوم بسرقة الجثث لاستخدام الأعضاء البشرية في صناعة بعض المنتجات أو الإتجار بالأعضاء؟

على حد علمي، يقومون بذلك لتحليل الجينات الوراثية DNA لمعرفة ما إذا كان بين الجثث أسرى إسرائيليين، ولكن بطريق غير إنسانية مثل نبش القبور، ولكن بالنسبة لسرقة الأعضاء، لدي علامة استفهام حول ذلك، ويحتاج الأمر إلى بحث دقيق.

4-   هل هناك شركة إسرائيلية عالمية تدخل في صناعة منتجات كثيرة تستخدم الأعضاء البشرية؟

ليس لدي رد قاطع، ولكن لدي شكوك علمية عالية حيال ذلك.

5-   كنت موجودة في تقديم المساعدات، فما هي آخر نقطة وصلتي إليها؟

وصلت إلى العريش في عام ٢٠٠٠، في وقت الانتفاضة الثانية، فمسلسل الاعتداء على غزة طويل جدًا، وصلنا إلى العريش وأرسلنا الشاحنات إلى المندوب من العريش إلى رفح، لكن في عام ٢٠٢٤، آخر نقطة وصلت إليها هي الإسماعيلية، حيث تدخل الشاحنات نفق تحت قناة السويس ثم إلى سيناء، ويجب الحصول على إذن أمني لدخول سيناء، فحتى السفر إلى شرم الشيخ لقضاء إجازة يمر على نقاط تفتيش أمنية شديدة.

6-   لماذا لم يتم السماح لك بمرافقة الشاحنات بالرغم من وجودك في قائمة المساعدات؟

الشاحنات تحركت من الإسماعيلية إلى سيناء بعد ٣ أيام، فأخذت وقت طويل، وأرسلنا ثلاث قافلات لم يعبر منهم سوى واحدة، فجمعوا ٤٠ شاحنة وساروا بحراسة أمنية، فالأدوية تكلفت ملايين الجنيهات وكان ذلك إجراء صحيح، وبعد ذلك وقفت الشاحنات في العريش لأكثر من أسبوعين، ثم من العريش لرفح؛ وسبب ذلك التوقف هو صعوبة إدخال المعونات من الجانب الإسرائيلي، فبعد وصول المعونات رفح تنزل إلى معبر "العوجة"، ولا يوجد عساكر إسرائيليين في معبر رفح، ولكنها فقط تسيطر على ما يخرج ويدخل من المعبر، ويتم تفتيشها مجددًا، وهذا أمر سليم حتى لا يقال إن بها أسلحة ويقوموا بضرب الشاحنات، وتفتش لمدة ٤ أيام أخرى ثم تدخل فلسطين، فطريقة دخول المساعدات معقدة و مُعطِلة، فيقوموا بتعطيل الدخول فبالتالي من في العريش لا يستطيع دخول رفح بسبب ازدحام رفح بالمساعدات، والإسماعيلية كذلك، والمرافقين أكدوا رؤية الطريق كامل ملئ بشاحنات المساعدات من الهلال الأحمر،  والطريق بأكمله معطل بسبب تعطيل الخطوة النهائية، وبعد قرار مجلس الأمن بخصوص المساعدات وتجاهله الحديث عن إذن إسرائيل لدخول المساعدات فمن غير المنطقي أن ننتظر إذنها لدخول المساعدات؛ لأن باختصار إسرائيل هي من تقتصد فعل المجاعة التي تودي بحياة الفلسطينيين بالداخل، ومعدل حل تلك الأزمة سيظل طفيف جدًا، فالأزمة الغذائية موجودة منذ شهور؛ لكنها تزداد سوء، والحل أن تعبر المساعدات تحت الرقابة الدولية كمنظمة الأمم المتحدة أو الصليب الأحمر الدولي أو اليونيسيف وتمر بغطاء من رقابة المنظمات الدولية، ولكن لا تنتظر إذن الدولة التي تمارس الإبادة، وآن الأوان أن تأخذ مصر خطوات واضحة في إدخال المعونات بعيدًا عن التعنت الاسرائيلي.

7-   الفلسطينيين بدأوا في أكل علف الحيوانات والعشب بسبب المجاعة، فهل يمكن أن يؤدي هذا للوفاة؟

إذا كان العشب ملوثًا بآثار الأسلحة، فقد يسبب مشاكل صحية كبيرة، لكنهم يحاولون الهرب من الموت جوعًا، ولا يؤثر ذلك على الـDNA، ولكنه يؤثر على الكلى والكبد، والأطفال والأجنة هم المتضرر الأكبر فقد يتعرضون لسوء التغذية، مما يؤثر على بنيتهم ومستوى ذكائهم، فيتم القضاء على جيل كامل فمنع الغذاء هو أمر غير آدمي، ولا يليق أن ننتظر إذن إسرائيل ونحن المتحكمين بالمعبر.

8-   بالنسبة لعمليات الولادة في المخيمات بدون إشراف متخصصين أو أطباء، كيف يؤثر ذلك عليهم؟

الأفظع من ذلك أن عمليات الولادة القيصرية تحدث دون تخدير، فالولادة عملية بنسبة عالية منها تتم فسيولوجيا ورأيت من ضمن الفيديوهات طبيبًا يبكي لأنه أجرى عملية لطفل والطفل مات من كثرة الألم والصدمة العصبية، فتوجد فوارق في قدرة تحمل الأشخاص للألم، فهو أضطر لذلك محاولة لإنقاذه، وطفل أخر يضرب الطبيب لأنه يقطع يد أمه فتوجب عليه قطعها؛ حتى لا تحدث غرغرينا والعملية كانت على الأرض بطريقة بدائية دون تخدير أو أدوات صحية رغم وجود علم كبير عندهم فنقص الإمكانيات الطبية هو أمر خطير جدًا هناك.

9-   الحالات التي سمحت مصر بدخولها لعلاجها، على أي أساس يتم اختيارها؟

وزارة الصحة هي المسؤولة عن تحديد الحالات التي تحتاج لعلاج خارج غزة، يتم علاج بعض الحالات في مصر، والبعض الآخر في دول أخرى مثل الأردن وتركيا والإمارات، فيوجد نوع من التعاطف في أخذ الحالات وعلاجها، ولكن يجب السماح لهم بعبور رفح للعلاج.

10-  المستشفيات المتنقلة الأردنية، هل هي كافية لاستيعاب عدد الجرحى وهل إمكانيتها الطبية كافية؟

بالتأكيد ليست كافية، لكنها تحسن الوضع قليلاً، المستشفيات والأدوات الصحية في غزة غير كافية، نحتاج إلى مستشفيات متنقلة وأطقم طبية، والسماح بدخول المساعدات الطبية، ونحتاج إلى خروج الجرحى أصحاب الحالات المعقدة التي تحتاج لفحوصات وعدة عمليات، فوضع الجرحى والمرضى وضع سيء، والأطقم الطبية مجهدة؛ لأنها تعمل ليل ونهار.

11-  ما تعليقك على ما يحدث في سوريا من اختفاء للشباب؟

المسموع عن سوريا أشياء بها كم عالي من الفظائع، يتحدثون عن ١٠٠ ألف حالة اختفاء، هذا شيء مؤلم لأسرهم، فهم لا يعرفون إذا كانوا أحياء أو أمواتًا وأين قبورهم حتى، فحالات الاختفاء الطويلة وعدم الالتزام بتوضيح ما حدث أمر لا يمت لأخلاقيات الطب بصلة، في مصر هناك حالات اختفاء، ولكنها أقل، وعادة يتم العثور على الأشخاص بعد فترة من الزمن.

12- حالات الاغتصاب في السودان وأخذهم لحبوب منع الحمل كيف تؤثر على النساء؟

الاغتصاب في السودان يؤدي إلى حالات نفسية وجسدية صعبة، وكثرة استخدام حبوب منع الحمل يمكن أن يؤثر على الخصوبة مستقبلًا.

13- هل يمكن إنسانيًا إرسال لهم حبوب منع الحمل؟

أعتقد أن ذلك يتم فعلًا، فالسوق السوداء تستجيب دائمًا للاحتياجات، ومن الصعب الحكم عليهم ونحن لا نقدر على حمايتهم في المقام الأول، فيتعرضون لأضعاف ذلك الخطر ألاف المرات كل يوم.

إرسال تعليق

أحدث أقدم