دوري الدرجة الثانية مهمش.. ومواهبه
تحجبها الشمس
الملاعب متهالكة.. وتكلفة الإصابة
على اللاعب
كتبت: مرام أحمد
كرة القدم، معشوقة الملايين،
انقسمت بين لاعبيها إلى درجات، راحت تطحن أقلها، وأصبح اللاعبون يواجهون صعوبة
الأجواء في الدوريات الأدنى لكرة القدم، وعدم جودة الملاعب، ومشاكل مادية فضلًا عن
شروط اختيار اللاعبين، ليصبح دوري الدرجة الثانية كابوسًا للاعبيه.
معاناة لاعب
الملاعب في
محافظات الصعيد وبحري لا تصلح للعب كرة القدم، كما أوضح رامز زيدان، 28 عامًا،
لاعب فريق راية، وأن اللاعب معرض للإصابة دائمًا بسبب الأرضية السيئة، حيث تفتقر
إلى التطوير والصيانة، مع عدم جودة "النجيلة"، وتكثر التعرجات في الأرض،
فضلًا عن غرف تغيير الملابس غير المجهزة بشكل جيد، وتوجد بعض الأندية لا تتكفل
بعلاج اللاعب عند إصابته.
كما أن حقوق
اللاعبين تختلف من نادٍ إلى آخر، وفقًا إلى أحمد سعيد، 25 عامًا، لاعب فريق مكادي،
لكن يوجد الكثير من الأندية في الدرجة الثانية والثالثة لا تعطي أي حقوق للاعبيها،
واعتقد أن حل أزمة دوري المظاليم تكمن في الدعم المادي والتسويق الصحيح للاعبين؛
لأنه يوجد الكثير من اللاعبين في الدوريات الأدنى أحرف بكثير وأحق باللعب في
الممتاز، متمنيًا أن تنظر الجهات المعنية بعين مختلفة إليهم.
هناك بعض الفرق
ليس لديها ملاعب من الأساس مثل فريق ديموند بالدرجة الرابعة ويقوم بتأجير الملاعب،
كما ذكر عبدالله بيكا، لاعب نادي السكة الحديد، مضيفًا أن العائد المادي في دوري
المظاليم قليل جدًا لا تكفي لسد حاجات اللاعبين، مما يضطر اللاعب إلى تحمل التكلفة
في شراء المعدات وعلاج إصابته.
"كانت صدمتي الأكبر في الحياة بعد خروجي من النادي الأهلي
إلى دوري الدرجة الثالثة"، هكذا وصفها ميشو عمارة، لاعب فريق القناة، قائلًا إن
الملاعب في حد ذاتها عكس رغبات لاعب كرة القدم، وكانت أول مرة له في اللعب في هذه
الدرجة؛ فلم يكن لديه أي خبرة سابقة ولم يتصور بشاعتها، فضلًا عن تحمله تكلفة
إصابته داخل الملعب مهما وصلت درجة خطورتها.
علق مصطفى
الكومي، لاعب فريق طنطا، أنه من حق لاعبي الدوريات الأدنى أن يلقى الضوء عليهم
قليلًا، لأن لديهم مواهب تستحق اللعب في الممتاز، وأغلب لاعبي الممتاز لعبوا بهذه
الدوريات، متابعًا أن قلة الموارد في الدرجة الثانية لا تسمح بشراء لاعبين ذات
جودة أفضل.
حل
أزمة المظاليم هو دعم اتحاد الكرة لهم خاصةً الأندية الشعبية، التي ينقصها الكثير
من الموارد، فيجب توفير الدعم المادي لهم، كما وصفه عبده يحيى، لاعب غزل المحلة، بالإضافة
إلى وجوب تسليط الضوء قليلًا على لاعبي الدوريات الأدنى، لكي يستطيعوا المشاركة مع
المنتخب الوطني؛ لأنه يوجد الكثير من اللاعبين في الدوريات الأدنى أحرف وأحق
بالمشاركة مع منتخب مصر.
أما عن
الاستثمار، أوضح محمود ممدوح، لاعب حرس الحدود، أنه يجب أن يكون هناك راعي أو
مستثمر يقوم بالاستثمار في جزء كبير من الدوريات الأدنى، وهو أمر من الصعب تنفيذه؛
لأنه سيحتاج الكثير من المال قد يتخطى الأمر المليارات، لكن يجب على اتحاد الكرة
حل ولو جزء بسيط من مشكلات لاعبي هذه الدرجات من الدوري.
ويجد محمد حليم،
المدير الفني لنادي راية، أن بعد تنظيم دوري المحترفين، أصبح الأمر أفضل بكثير من
حيث الملاعب، فملاعب دوري المحترفين تصلح للعب عليها بشكل طبيعي جدًا عدا ملعبين
أو ثلاثة منهم ملعب "بروكسي" و"أبو قير" للأسمدة صعب جدًا
اللعب عليهم، كما أن هناك أندية كثيرة تراعي لاعبيها وتتكفل بعلاجهم عند الإصابة،
لكن هذا النظام ظالم إلى حد ما؛ لأن يوجد الكثير من الأندية حوالي 6 أندية، سيهبطون
للدرجة الأدنى مقابل فريق واحد من الدرجة الثانية، متمنيًا أن يتم تعديل هذه
النقطة الفاصلة فقط.
ووافقه في
الرأي، رضا عبد العال، كابتن كرة قدم، أن الملاعب في الدوريات الأدنى سيئة جدًا لا
تصلح للعب عليها من الأساس، ويوجد بها كتان صناعي وهو ما يكثر من الإصابات وخاصة
الإصابة بقطع في رباط الصليبي، كما أن التحكيم في دوري المظاليم غير عادل إطلاقًا.
هل تكفي مجهودات الدولة
لحل مشكلة المظاليم؟
قال محمد
الشاذلي، المتحدث الرسمي باسم وزارة الشباب والرياضة، إن الوزارة تواصل كل جهودها
لتوفير العائد المادي للأندية الشعبية وهم حوالي 1200 نادي، كما أنها تقوم بعمل
ملاعب جديدة وتطوير الملاعب المتاحة وتطوير الأدوات الطبية والإدارية، فتم إنشاء
4500 ملعب لكرة القدم في مراكز الشباب، وتم إنشاء طرح استثماري في الأندية
الرياضية سواء ملاعب أو صالات مغطاة، مباني إدارية، مباني اجتماعية، ملاعب متعددة
الأغراض تجاوزت حوالي 1,7 مليار جنية خلال الخمس سنوات
الماضية.
وتابع
"الشاذلي" أن الدولة تهتم بالناحية الصحية جدًا وتوفر للاعبين كل ما
يحتاجوه من موارد طبية داخل الدولة، مثلما حدث لـ"أحمد رفعت" فتم إسعاف
اللاعب، وهو الآن بحالة أفضل ولا ينقصه أي شيء، وتم تنظيم فريق طبي كامل من كبار
المختصين والاستشاريين و الاساتذة خاصةً من كلية الطب جامعة الإسكندرية للاهتمام
بالحالة الصحية للاعب، كما تم عمل إنعاش لقلب اللاعب في أرضية الملعب مثلما حدث مع
اللاعب الدنماركي كريستيان إريكسيان، ولم يتم التقصير مع اللاعب على الإطلاق، بل
تم توفير كل شيء، وهو ما تواصل الدولة دائمًا توضيحه.

