القمامة سبب للإصابة بكافة أنواع السرطانات.. والطبية أخطرهم.. والدولة تتكلف الملايين
حوار_
سلوى صلاح
بعد
انتشار ظاهرة إلقاء القمامة وكثرة العاملين بها مختصين كانوا أم لا، وانتشار
العديد من الأمراض المعدية والقاتلة، أصبحت أزمة بيئية تهدد الإنسان والبيئة، في حوار
مع غادة ندا، وكيل وزارة الصحة بالإسكندرية، توضح أهم الإجراءات التي يجب إتباعها،
ودور وزارة الصحة في التصدي لهذه الأمراض ومقترحات لحلها، وإلى نص الحوار..
1-
ماهي أبرز المشكلات التي يعاني منها جامعي القمامة؟
يعاني عمال النظافة في مصر
خاصة بتدني الأجور وعدم توفير تأمين صحي لهم في السنوات السابقة، فكانوا عندما
يصابون بالأمراض يستمرون في عملهم دون وجود رعاية صحية، ولكن الآن وفرت وزارة
الصحة التأمين الصحي لهم حتى ينعموا بحياة يقل فيها انتشار الأمراض بينهم، فهم فئة
من البشر قدر لها أن تحيا حياة الشقاء، وليس لهم ذنب، وأحيانا أجدهم يعملون في صمت،
ولا يشعر بمعاناتهم أو بمرضهم أحد، وإذا غابوا يفتقدهم الجميع، وتتحول الحياة إلى
جحيم وتنتشر الأمراض والأوبئة، وتضيع لمسة الجمال ويختفى الشكل الحضاري للشوارع.
2-
ماهي أكثر الأمراض المنتشرة بين جامعي القمامة؟
باعتبار أن التعليم أخر ما
يشغلهم و التداوي من الأمراض ليس ضمن أولوياتهم؛ لأنهم يعتبرون جسدهم مثل عملهم
جامع قمامة فالأمراض تنهش أجسادهم مثل الربو وحساسية الصدر، وهما أول الطريق
ونهايته، وغالبًا ما يكون لديهم فشل كبدي وكلوي إلى جانب مرض السرطان بكل أنواعه،
كما أن ثقافة إلقاء القمامة في العديد من المناطق بصورة عشوائية أصبحت هي العادة
الطبيعية لدى السكان دون الاهتمام بما سيعود علينا من أضرار، والمشكلة الأكبر أن
عددًا كبيرًا من الأفراد يقومون بإلقاء القمامة دون وضعها في أكياس محكمة الغلق
مما يجعل أماكن تجمع القمامة صعب التعامل معها، ويعجز القائم على تجميع القمامة عن
إزالة تلك الأكوام، فتتراكم وتنشر الأوبئة، وهذا كله يضر بهم، لذا أدعو هؤلاء
الأفراد أن يشعروا بإخوانهم ويقللوا من خطر إصابتهم بالأمراض.
3-
ما أسباب إصابتهم بهذه الأمراض الخطيرة؟
تعاملهم المباشر مع القمامة
دون أية إجراءات وقائية هي أساس إصابتهم بالأمراض، فرائحة القمامة ونوعيتها التي
يتعاملون معها يؤثر في نوعية وكمية الأمراض المعرضين لها، فالأشخاص الأكثر عرضة
للإصابة المهنية بسبب التعامل مع النفايات الطبية هم العاملين في جمع ونقل ومعالجة
النفايات الطبية، وهم أكثر الأشخاص عرضة لحالات وخز الإبر الملوثة، بالإضافة إلى تعاملهم
المباشر مع النفايات الملوثة مثل بقايا الطعام والمواد البلاستيكية والأدوات
الشخصية المستخدمة.
4-
من وجهة نظرك ماهي الإجراءات الوقائية التي يجب إتباعها؟
يجب عليهم ارتداء القفازات السميكة
والكمامات، وألا يتعاملوا بشكل مباشر مع القمامة والفضلات، مع تخصيص ملابس لهذه
المهمة والاعتناء بالنظافة الشخصية بشكل دائم.
5-
هل اتخذت الوزارة إجراءات لمساعدة هؤلاء المصابين؟
وفرت الوزارة الرعاية الصحية بالمجان لغير
القادرين، وذلك بالتوجه لأقرب مركز صحي والاستعلام عن خدمات برنامج الرعاية الصحية
لغير القادرين فقط بالرقم القومي، كما أنها وفرت التأمين الصحي لعمال النظافة
العاملين التابعين لهيئات النظافة، ويجب الإشادة بدور الفرق الطبية بالمراكز
والمستشفيات في خدمة جميع المرضى وتذليل أي صعوبات تواجه المواطن في تلقي الرعاية
والخدمة الطبية.
6-
ما هي الإجراءات التي اتخذتها الدولة للاهتمام بجامعي القمامة؟
إن مهمة جمع القمامة تتطلب
وسائل وقائية لحمايتهم من المخاطر التي يتعرضون لها خاصة المستلزمات والإبر الطبية،
التي تعتبر المصدر الأول في نقل العدوى خاصة الأمراض الفيروسية والسرطانية، وعلى
الدولة أن توفر لهم القفازات السميكة ليرتدوها في أيديهم، وضرورة ارتدائهم أحذية المطافئ
لوقايتهم من الجروح المعرضون لها، ويجب نشر الوعي الثقافي والبيئي، والاهتمام
بتوحيد زي عامل النظافة في مختلف محافظات الجمهورية، ووضع صناديق المهملات في كل
مكان، وأطالب وزير المالية بتدبير الموارد المالية لمضاعفة الميزانية الخاصة بالهيئة
العامة للنظافة، وضرورة مضاعفة الأجور والمزايا العينية التي يحصل عليها العمال، مع
توفير الأجهزة الحديثة الخاصة بتنظيف الشوارع، وعلينا جميعًا تقديم جميع أنواع
الدعم والمساندة للعمال للقيام بمهامهم الشريفة، وأطالب جميع الأجهزة التنفيذية
بالمناطق والأحياء بتطبيق القانون بكل حسم وقوة ضد كل من يلقون القمامة داخل
الشوارع والميادين والطرق العامة.
7-
ما هي تكلفة الدولة للتخلص من مخلفات الطرق؟
لاحظت أن بعض السيارات تقوم بإلقاء
المخلفات على مختلف الطرق بصفة عامة وعلى الطريق الدائري بصفة خاصة والذي تكلف
مليارات الجنيهات لتطويره وتحديثه والاهتمام ب"اللودارات" التي يصل سعر
الواحد منها إلى مليوني جنيه، وتعمل لمدة عام ثم يتم تكهنيها وبيعها خردة بأسعار متدنية،
مما يعد إهدار للمال العام، ويجب الاهتمام بصيانة معدات النظافة خاصة في فصل
الشتاء وسقوط الماء يجعلها بيئة مناسبة لنمو وتكاثر البكتيريا والفطريات، وهي أساس
الأمراض.
8-
من وجهة نظرك لماذا عاملي النظافة يتقبلون تلك
المهنة دون غيرها؟
أعتقد لأنهم نشأوا ووجدوا أن هذا العمل مهنة آبائهم وأجدادهم، وهو يمثل المصدر الوحيد بالنسبة لهم للحصول على قوت يومهم، ويمكن أن يؤثر المؤهل الدراسي والبيئة التي تربوا بها.
