وكيل الصحة بسوهاج: تجارة الأعضاء نتيجة لفشل النظم القانونية بالتبرع

 

غياب القوانين والفقر يسهل عمليات الإتجار.. واستغلال المرضى جريمة

بيع الكلى يفقد الأخرى 35% من قدرتها على العمل.. والنتيجة مرض كلوي مزمن

بعض المستشفيات لا تملك أجهزة استثارة طبية

حوار_ سلوى صلاح

العلم سلاح ذو حدين، نفس العلم الذي يتلقاه طبيب ينفع المريض، يتلقاه أخر يسرق أعضاء شخص ائتمنه على صحته، وآخرون يرتكبون أخطاء في حق المريض، بين السمسرة والأمانة يأتي دور وزارة الصحة للفصل بينهم، وفي حوار مع الدكتور أحمد محروس، وكيل وزارة الصحة بسوهاج، يوضح أسباب الأخطاء الطبية وتجارة الأعضاء.

1-      ما هو تعليقك على تجارة الأعضاء البشرية؟

 بيع وزرع الأعضاء البشرية ظاهرة خطيرة للإتجار غير المشروع، وتعتبر انتهاكًا لحقوق الإنسان وقيم الكرامة الإنسانية، وأرى بعض الأشخاص يلجؤون لبيع أعضائهم بسبب الفقر، ويعزز الطلب المتزايد على الأعضاء البشرية من قبل المرضى المحتاجين لها لإنقاذ حياتهم، ويكون الطلب نتيجة نقص الأعضاء المتاحة أو فشل نظم التبرع والزرع القانونية، كما تعمل الشبكات الإجرامية على تسهيل عمليات بيع وشراء الأعضاء البشرية، ويتم استغلال الأشخاص المحتاجين في هذه الصفقات، إضافة إلى نقص الرقابة والتشريعات، وفي بعض البلدان هناك نقص في تنظيمات وقوانين مكافحة زراعة الأعضاء غير القانونية والتجارة بها، وهذا كله يسهل عملية الإتجار ويجعلها أكثر صعوبة في الكشف عنها ومحاسبة المتورطين، ولا نغفل عن الفساد في عمليات التسجيل الذي يتيح للأطراف غير الشرعية تنفيذ عملية بيع الأعضاء بسهولة.

2-      هناك بعض المستشفيات التي تقبل شراء الأعضاء من الأفراد بحجة أنها تساعد على إنقاذ حياة المرضى، ما رأيك في هذه الظاهرة؟

هذا أمر غير أخلاقي وغير قانوني؛ فالأطباء الذين يقبلون ذلك الأمر يجب أن يتعرضوا للمساءلة من قبل مسؤول المستشفى أولا ثم المساءلة القانونية، وفي حالة ثبوت أنهم بالفعل قاموا بشراء أعضاء، ففي هذه الحالة ينالون الجزاء الذي يستحقونه؛ لأن هذا يعد تلاعبًا بأرواح البشر، واستغلالًا لظروفهم، والطبيب الذي يفعل ذلك لا يستحق أن ينل شرف لقب طبيب.

3-       ماهي الأضرار الناتجة عن بيع شخص لأحد أعضائه؟

الأفراد الذين يستأصل منهم أي عضو يتعرضون لألم شديد عند الاستيقاظ من العملية، وهذا قد يجعلهم يعانون من مشاكل صحية مدى الحياة، وعند بيع الفرد لأحد كليته مثلا؛ فقد يؤدي ذلك لارتفاع ضغط الدم واحتباس السوائل وفشل الكلى المتبقية في النهاية سيفقد في المتوسط من 25 إلى 35 في المئة من إجمالي وظائف الكلى بشكل دائم، متعرضًا للمرض الكلوي المزمن في منتصف العمر من 40 إلى 50 سنة، بينما تظهر المرحلة الأخيرة للمرض بعد سن الستين ولا يستطيع التقييم الطبي للبائعين الشباب التنبؤ بمدة خطر الإصابة بهذين المرضين، بالإضافة إلى أنهم يواجهون مشكله البطالة فيما بعد؛ نظرًا لعدم مقدرتهم على العمل كما كان من قبل وهؤلاء الأفراد لا يتعرضون لإشراف طبي مناسب.

4-      هل هناك فحوصات معينة يقوم بها الشخص قبل تبرعه بعضو ما؟

نعم هناك بعض الفحوصات الواجب القيام بها قبل نقل العضو؛ حتى لا يتعرض الشخص المستقبل للعضو لأي أضرار فيما بعد، ومن أهم هذه الإجراءات فحص فصيلة الدم؛ ففي حالة تطابق مستضد الكريات البيضاء البشري للمريض مع مستضد الكريات البيضاء البشري للمتبرع فذلك يعني أن الجسم لن يرفض العضو الجديد، واختبار مهاجمة الأجسام المضادة للمريض المستقبل عن طريق خلط كمية من دم المريض مع دم المتبرع، حيث لا يمكن إجراء عملية الزرع في حالة تكون أجسام مضادة ضد دم المتبرع.

5-      ما هي أبرز أسباب الأخطاء الطبية؟

عدم وجود إمكانيات كافية، مثلًا عندما يأتي المريض ويعاني في اشتباه نزيف في المخ أم جلطة لا يمكن التفرقة بين الحالتين إلا بإجراء ما يسمى بالأشعة المقطعية أو الرنين المغناطيسي، فإذا كان لا يوجد في المستشفى فالطبيب لا يستطيع أن يفرق بين الحالتين، لأن علاجهما مختلف؛ فالنزيف يحتاج لأسلوب علاج يختلف عن الجلطة، ولا نغفل أن هناك فارق كبير بين القدرات التكنولوجية وتوافر العاملين عليها في الدول المتقدمة والقدرات الموجودة في مصر، ولكن يوجد أطباء ماهرين في الدول النامية، ولذلك عندما يعملون في الخارج يصبحون نجومًا لامعة، بالإضافة إلى تأخر الكثير من الحالات في الذهاب إلى الاستشارة الجراحية، وينتظر إلى أن يصل لمستوى تصبح فيه الجراحة محفوفة بالمخاطر؛ لأنه ليس لديه الثقافة الطبية، وهذا في الطب كلما تتأخر ساعة كلما كانت فرص النجاة أقل، ولا ننكر أنه يوجد إهمال طبي من قبل الطبيب نفسه.

6-      ما مقترحاتك لتقليل الأخطاء الطبية؟

الاهتمام بتشكيل فريق طبي على كفاءة عالية ومدرب جيدًا، وتوفير جهاز معاون متميز من أطقم الممرضين؛ لأنه من الممكن وقوع خطأ بواسطه ممرض يعرض الطبيب للمسائلة القانونية، فمهمة الممرض لا تقل أهمية عن مهمة الطبيب، وعلينا أن نغير نظرتنا للممرضين ولا نشعرهم بأنهم مهمشين، بالإضافة إلى توفير أجهزة حديثة؛ لأننا نرى في بعض الحالات يذهب المريض إلى المستشفى وقلبه على وشك أن يتوقف ولا يوجد الجهاز الذي يساعده، وأنا أدعو لجلب أجهزه الاستثارة الكهربية الموجودة في العالم المتقدم، إلى جانب أن يعطى الطبيب مرتب يتناسب مع طبيعة عمله، ويأخذ حقه في الراحة؛ لأنه يوجد أطباء يعملون أكثر من 12 و13 ساعة متواصلة؛ مما يؤدي إلى الإرهاق الشديد ويقلل من تركيزهم، وأيضًا الاهتمام بالتخصص في مستشفى الطوارئ.

 


إرسال تعليق

أحدث أقدم