علاء محمود: إصابتي بالسرطان أجبرتني على حفظ
المني
طبيب
أمراض نسائية: هناك أطباء يقومون بعمليات استئجار خفية
مقبل محمد: معدلات الإجهاض تزداد في البويضات
المجمدة
كتب: رحمة سعيد، مريم جهاد، عبد الرحمن احمد، عبد
الرحمن محمود
يواجه
طب الإنجاب في مصر مُعضلة أخلاقية قد تكون الأولى منذ ظهور عمليات أطفال الأنابيب،
فمع انتشار مصطلحات مستحدثة جديدة مثل استئجار الأرحام وتجميد البويضات، أصبح
الحديث عن الإنجاب بصورة طبيعية أكثر تعقيدًا من ذي قبل، ما بين رغبات أمهات
وتحريم شيوخ وحيرة أطباء.
وصم اجتماعي أم فرصة؟
كسرت إيمان رشاد، 35 عامًا، حاجز الثلاثين ولم تتزوج، وقررت البحث عن مركز موثوق لإجراء عملية تجميد البويضات؛ لكي تستطيع الإنجاب في المستقبل، لكنها كانت مترددة بسبب تراجع معدلات نجاحها مع تقدم السن ومن رفض من أسرتها خشية من تعرضها للنصب وخوفهم من "كلام الناس"، مضيفة أن المراكز التي ترددت عليها رفضت توقيع عقد يتضمن شروط التجميد ويحفظ لها خصوصيتها أو حقها في حالة تلف البويضات أو إساءة استخدامها، لكن خوفها من عدم الإنجاب دفعها للقيام بالعملية منذ عام، مكملة أنها لم تتزوج حتى الآن.
وافقتها
أسماء نور الدين الرأي، أنها عقب إجراء العملية أصبحت أكثر استقرارًا نفسيًّا، وأنها
أصبحت غير مضغوطة بسن معين للإنجاب، وهو ما يمنحها فرصة للتفكير في أي شريك
مستقبلي دون التسرع، فالزواج ليس مسابقة لسرعة إنجاب طفل، وأنها تريد تكوين عائلة
مستقرة يشعر فيها الطفل بمشاعر أبوة حقيقية وعلاقة طيبة بين الأب والأم، ليكبر وهو
سوي وسعيد.
مجبرًا
على الفكرة، علاء محمود، فلم لم يكن لديه رفاهية الاختيار، فأصيب بسرطان الدم وكان
عليه البدء في جلسات الكيماوي التي قد تقلل فرص إنجابه بنسبة كبيرة، وأنه متزوج
منذ ستة أشهر لكنه كان يؤجل فكرة الإنجاب، إلى أن أصيب بذلك المرض اللعين، محاولًا
التمسك بأي فرصة ليكون أبًا.
صاحبة البويضة وصاحبة الرحم.. من فيهما الأم؟
نطفة
من زوج، وبويضة من زوجته، ثم توضع في أنبوب اختبار حتى يتم التلقيح، ثم تزرع
العينة في رحم امرأة أخرى نظير مال يدفع لها، هذا ما عرف به أحمد أبو السعود،
الطبيب المتخصص في الحقن المجهري "استئجار الأرحام"، مكملًا أنها طريقة يلجأ الأطباء إليها حين تكون
الزوجة غير قادرة على الحمل؛ بسبب مرض في رحمها، ولكن مبيضها سليم، مضيفًا أن هذه
العملية تتعارض مع قيم المجتمع المصري والشريعة الإسلامية وأخلاقيات مهنة الطب ومن
يجريها يتم محاسبته، فمن الصعب أن تجد طبيب يعترف بأنه يجري ذلك النوع من
العمليات، أو أشخاص يعلنون قيامهم بها، كما أن لها العديد من السلبيات أهمها
اختلاط الأنساب فالجنين يتغذى من دم أمه صاحبة الرحم حتى ينتهي تكوينه وولادته،
وبالتالي فهو أصبح لحمًا ودمًا ينتمي للأم صاحبة الرحم، ولكن يوجد بالفعل من
المجتمع المصري من يقوم بها خفية.
حرمها مصطفى زغلول، شيخ أزهري؛ لأن هناك
طرفًا ثالثًا غير الزوج صاحب النطفة والزوجة صاحبة البويضة، ولا يمكن تحديد الأم
الحقيقية لهذا الطفل، والطفل الذي يأتي بين والدتين لا يدري من أمه على سبيل القطع
وحتمًا سيعيش ممزقًا بين انتمائه لهذه ولتلك، كما قال تعالى في تعريف الأب والأم
"فَلْيَنظُرِ الإنسان مِمَّ خُلِقَ خُلِقَ مِن مَّاءٍ دَافِقٍ يَخْرُجُ مِن
بَيْنِ الصلبِ والترائب"، والصلب يعني صلب الرجل والترائب تعني ترائب المرأة
" وبالتالي يكون الأب الحقيقي هو صاحب الماء الدافق وهي النطفة والأم هي صاحبة
البويضة والرحم؛ لأن الجنين
يتغذى في رحم أمه ومن دمها فيصير ابنها بالدم وبالغذاء، مُتابعًا أن هؤلاء آثمون
ومخالفون لتعاليم الدين الإسلامي، وأنهم يخالفون فطرة الله التي فطر الناس عليها
وعليهم ذنب كبير.
فرص النجاح
أفاد مقبل محمد، أخصائي النساء والتوليد، أن تجميد البويضات أساسها في حالة العلاج
الكيماوي أو تأخر سن الزواج، وعادة تقوم معظم النساء التي تلجأ لتقنيّة تجميد
البويضات بحفظها لمدة 5 إلى 10 سنوات، ثم يتم إذابة العدد اللازم من البويضات
المجمدة ثم تخصيبها من خلال عملية التلقيح الصناعي، ومن الأفضل أن تتمّ عمليّة
تجميد البويضات في سنٍ مبكرة، أي قبل 30 أو 35 عامًا، حيث تكون البويضات في هذا
الوقت عالية الجودة، وقد تسبب عمليّة سحب البويضات وتجميدها، ثم استخدامها للحمل في المستقبل ببعض المخاطر تنشيط مضاعفات التخدير في حالة
استخدام المخدر أثناء عملية سحب البويضات، والنزيف أثناء الحمل، كما يزداد خطر
الإجهاض في حال استخدام البويضات المجمدة، وتلك التجربة فشلت لأنه عند استرجاع
البويضات يُفقد الكثير منها، فضلًا عن الثمن الباهظ للعلاج للحصول على عدد قليل
منها.
وقال
عاصم الكيلاني، أخصائي مسالك بولية، إن حفظ المني وهو جمع الحيوانات المنوية
وتجميدها وتخزينها لإمكانية استخدامها في المستقبل، وتتسبب الكثير من علاجات
السرطان التلف للخلايا التي تنمو لتكوين الحيوانات المنوية، أحيانًا تتعافى هذه
الخلايا وأحيانًا لا تتعافى، ويعزز حفظ الحيوانات المنوية قبل العلاج فرص إنجاب،
حتى لو لم تكن تفكر في تكوين أسرة الآن، فقد يكون هذا مهمًا لك في المستقبل، ولكن
فرصة نجاحها 50% تقريبًا.
جائز مع الشروط
أما
عن رأي إبراهيم الظافري، شيخ أزهري، فقال إن عملية تجميد البويضات جائزة، ولكن
هناك عدة ضوابط شرعية يجب مراعاتها مثل أن تحفظ اللقاحات المخصبة بشكل آمن تمامًا
تحت رقابة مشددة، بما يمنع ويحول دون اختلاطها عمدًا أو سهوًا بغيرها من اللقائح
المحفوظة، وألا يتم وضع اللقيحة في رَحِمٍ أجنبيةٍ غير رحم صاحبة البويضة الملقحة
لا تبرعًا ولا بمعاوضة، وألا يكون لعملية تجميد البويضة آثار جانبية سلبية على
الجنين نتيجة تأثر اللقائح بالعوامل المختلفة التي قد تتعرض لها في حال الحفظ،
كحدوث التشوهات الخِلقية، أو التأخر العقلي فيما بعد.
وأكمل
"الظافري" فيما يتعلق بالاحتفاظ بالحيوانات المنوية، أنه جائز أيضًا على
أن يتم التلقيح في حياة الزوج فقط، ويجب الاطمئنان لبقاء الحيوان المنوي في بنوك
الأجنة، فثمة احتمالات قوية لاختلاطها، أو العبث بها، أو الأخذ منها لينتفع بها
الغير، مما يعرض الأنساب للاختلاط.
