رحلة "أبو موسى" من الثراء إلى المرض والسجن

 

كتبت حنين سمير

في غمضة عين تحول رجل الأعمال المليونير إلى سجين فقير، واقفًا بين القضبان مصارعًا مرضه بالسرطان بجانب صراع الدفاع عن تهمة الإتجار في العملة، كذلك ظل "أبوموسى" شهرًا كاملًا منتظرًا قدره، إن كان حبسًا ظلمًا بتهمة تنهش في سيرته في سوق عمله أم وفاة بمرض خبيث ينهش في جسده.

أحمد أبوموسى، ٦٥ عامًا، رجل أعمال مصري، يعمل باستيراد سيارات نقل ثقيل من ألمانيا، ويمتلك أحد معارض السيارات بالمنصورة، بإلإضافة إلى حصوله على توكيل إحدى المدارس الدولية بمصر، كذلك يعمل بالزراعة؛ نظرًا لامتلاكه مزرعة كبيرة تنتج مختلف المحاصيل بكمية ضخمة.

"بدأ "أبوموسى" مسيرته المهنية منذ أن كان سائقًا على إحدى سيارات النقل الثقيل لدى إحدى الشركات، لكن أخذ شغفه بداخله يكبر متمنيًا ألا يكون فقط سائق للسيارة، بل ممتلكًا لها يوم ما، ليبدأ بالتجارة في إطارات سيارات النقل، واحدة تلو الأخرى، حتى أصبح أكثر خبرة في مجال الإطارات، ومن ثم مجالًا السيارات بشكل عام، بعد أن علت سمعته وانتشرت سيرته، وأصبح يمتلك من المال ما يعينه على بدء عمله الخاص، ليفتتح معرضًا للسيارات، ومع مرور الأيام، بل والسنوات أصبحت تضخم خبرته وكذلك تكبر شهرته، ومن ثم ثروته، وأقبل على استيراد سيارات نقل ثقيل من ألمانيا، تزامنًا مع تردده الدائم على السفر إلى ألمانيا للعلاج من مرض السرطان، الذي هاجمه مؤخرًا، الذي لم يحميه منه مال أو نفوذ.

ولأن الأمل يُخلق من الألم أخذ "أبوموسى" يفكر في كيفية تطوير عمله يوم من بعد يوم، مستغلًا سفره إلى ألمانيا، وبعد نجاحه في استيراد أكثر من سيارة فردية، قرر الإقبال على استيراد طلبية وصفقه كاملة بها عديد من سيارات النقل الثقيل، والتي ارتفعت قيمتها ليبلغ ثمنها خمسمائة ألاف دولار، الذي بالطبع احتاج فترة طويلة للقدرة على تجميعهم باللجوء إلى مختلف تجار العملة والسعي إلى شراء الدولار بأي ثمن يعرض عليه حتى يستطيع جمع أكبر قدر من المبلغ المطلوب.

وفي غمضة عين استيقظ يومًا على زمار سيارات الشرطة وخطوات العساكر تتهجم على منزله مطالبة بالتفتيش، نظرًا لاتهامه بتجارة العملة، وبالفعل تم العثور على الدولارات، بدأ التحقيق معه ورغم تقديم أوراق عمله الرسمية وأدلة احتياجه إلى مبالغ الدولارات لإتمام عمليات الاستيراد، إلا أنه لم يتم الأخذ به وتقرر حبسه شهر على ذمة التحقيق والذي حال بينه وبين استكمال جلسات علاجه، إلى أن صدر حكم قاسي بالسجن، ومع تدهور حالته الصحية، لعدم قدرته على استكمال علاجه من خبث ما ينهش في جسده، بالإضافة إلى مرضه بالضغط والسكر والقلب، ما جعله غير قادرًا على تحمل أي يوم بين جدران السجن، ويقبل بالتنازل عن المبلغ المالي كاملًا لصالح صندوق تحيا مصر مقابل حصوله على الإفراج الصحي.

إرسال تعليق

أحدث أقدم