زينب: أجبرتني
والدتي عليها حتى أتزوج.. ومريم: تصغير أنفي يمنعني من التنفس بشكل طبيعي
لينا: تشوه وجهي..
وليلى: أعاني من مشكلات في الهضم
جراح تجميلي: ما
يحدث ليس أخطاء بل مضاعفات.. وتختلف حسب خبرة الطبيب
داعية إسلامية:
عمليات التجميل تعالج عيب خلقي أو تشوه أو للزينة.. والأخيرة اختلف عليها العلماء
كتبت حنين سمير، تسنيم حسين
يخضع العديد من الأشخاص إلى عمليات
التجميل بمختلف أنواعها الجراحية، وتتنوع مواضع التجميل بين تغيير مظهر الجسم،
وصولًا إلى الجراحات التي تتم لأسباب طبية أو وقوع حوادث خطيرة، ولكن من الممكن أن
تسبب بعض عمليات التجميل مضاعفات أو أخطار التي قد تودي بحياة الإنسان.
حدثتنا زينب شاكر، مهندسة كمبيوتر،
إحدى ضحايا عمليات التجميل، أنها لجأت إلى التجميل بسبب تعرضها للتنمر من قِبل
أهلها وتعليقاتهم السلبي على أذنيها وسوء مظهرها، حتى من أقرب الناس إليها خصوصًا
والدتها التي أصرت عليها، مدعية أنها قد لا تتزوج بسبب شكل أذنيها، مما جعلها تشعر
بالخجل من شكلها وتسعى على تغطية أذنيها بشعرها طوال الوقت، إلى أن أصرت والدتها
على أخذها للطبيب الذي قرر لها إجراء عملية لتجميل الأذن وجعلها أكثر استقامة،
مؤكدة أنه إذا عاد بها الزمن لم تكن تفعلها في سن صغير ودون وعي بتفاصيل إجراءها
ومراحل الاستشفاء، فمرحلة الاستشفاء كانت طويلة لعدم نجاح العملية بنسبة ١٠٠٪، مسببة
ألم جعلها غير قادرة على تحمل سماعات الأذن أو أي شكل من أشكال حجاب الرأس؛ وتغير
لون الأذن وكأن كهرباء مستها، مؤكدة أن الألم الذي تعرضت له كفيل لجعلها رافضة
عمليات التجميل.
وذكرت مريم محمد، مترجمة بإحدى
الشركات، أنها أجرت عملية جراحية لتصغير أنفها، وانتهى بها الحال بمعاناتها من
العديد من المشاكل في التنفس بجانب بعض التشوهات التي حدثت في وجهها، معبرة عن مدى
حزنها وندمها الشديد بسبب تلك العملية، وعدم تقبل شكلها الحالي، فمعاناتها من
مشكلات التنفس أدت الى خضوعها شهريًا إلى جلسات لتستطيع التنفس طبيعيًا، بجانب
الأدوية والكريمات التي تستخدمها لوجهها، فتلك العملية أثرت على جلدها؛ فمن
الضروري أن تقوم بإستخدام بعض الكريمات الطبية، وإقامة بعض جلسات الوجه لتحسين
حالة الجلد.
وأوضحت لينا أحمد، طالبة بكلية
التجارة، أنها قررت تجربة عمليات تجميل الوجه بما يشمل شد الوجه و"البوتوكس"
ونفخ الشفاه، وذلك بعد توجيهات من الأصدقاء ببعض العمليات الجراحية الناجحة التي
قام بها أشخاص آخرون، ولكن كانت النتائج عكس المتوقع، فأصبح وجهها غير متناسق
وأصيبت بكدمات كثيرة في وجهها وكانت النتيجة غير مرغوبة على الإطلاق، مما أدى إلى شعورها
بالحزن والإحباط لعدم تحقيق النتيجة التي كانت تأملها.
وروت ليلى عثمان، ربة منزل، أنه
بعد اكتسابها الوزن بعد حملها قررت إجراء جراحية تجميلية للتخلص من الوزن الزائد
عند أحد الجراحين المشهورين، لمعانتها من نقص في الثقة بنفسها بسبب شكل جسدها، ولكن
رغم تخلصها من بعض الدهون الزائدة من منطقة البطن، أصيب جهازها الهضمي ببعض
المشكلات الناتجة عن العملية؛ مما أدى إلى جعلها تتناول بعض أدوية الجهاز الهضمي
لتحسين حركته أثناء الأكل، وأجابها الطبيب أنه من الممكن أن تحدث مضاعفات، وأنه
ليس خطأ طبيًا.
أطباء التجميل يردون
ذكر عبدالرحمن عصفور، جراح تجميلي،
أن من التعليمات الواجب على الطبيب اتباعها قبل إجراء أي عملية جراحية في البداية
أن يستمع الطبيب إلى المريض جيدًا، ومعرفة تاريخه المرضي، وإذا كان المريض يتناول
أي نوع من العقاقير الطبية مثل أدوية السيولة فيجب إيقافها، وإقامة التحاليل
اللازمة وكل ما يمكن أن يحتاج إليه الطبيب من فحوصات، ثم يقوم بعد ذلك الطبيب بذكر
تفاصيل العملية للمريض قبل إجرائها، وكذلك إبلاغه بمدة إقامته في المستشفى، والأهم
إبلاغه بالمعلومات الكافية حول احتمالية حدوث مضاعفات أثناء العملية سواء كانت
مضاعفات سريعة أو لا، وللمريض القرار، واختيار مستشفى مجهزة طبيًا وعلى مستوى جيد
من النظافة، مع تحديد مسبق لدكتور التخدير، للاتفاق على نوع المخدر، ومدة تكراره، وضرورة
تواجده طوال تلك الفترة، وتحديد نوع الخيوط، حيث تختلف حسب حالة كل مريض.
وأضاف "عصفور" أن حدوث أخطاء
يتوقف حسب خبرة الطبيب، فبعضها أخطاء شائعة مؤقتة، ولا تعتبر أخطاء طبية، ولكنها
مضاعفات، وعند حدوثها يجب الرجوع إلى نفس الطبيب؛ لأنه ملم بحالة المريض، وهناك
بعض الحالات تمنع من عمليات التجميل، مثل حالات الفشل الكلوي أو الكبدي والسرطانات،
وذوو المناعة الضعيفة، ومتناولي أدوية تحتوي على كورتيزون، والحوامل.
وأوضح خالد عثمان، جراح تجميلي، أنه
لابد من إتباع بعض الإجراءات قبل عدة أسابيع من إجراء أي عملية التجميل، كاستشارة أكثر
من جراح ذي خبرة ومهارات عالية، ويمكن التأكد من حصولهم على شهادات معتمدة، وطلب
صورًا لحالات سابقة مشابهة لحالة المريض، ومناقشتهم في جميع التفاصيل للتأكد من أن
توقعاته واقعية وقابلة للتحقيق، وهذا سيساعد في اتخاذ القرار بإجراء العملية من
عدمه، مضيفًا أهمية التوقف عن التدخين وشرب الكحول قبل العملية بأسابيع والأفضل
ثلاثة أشهر؛ حيث يؤثران على التئام الجروح، مع تناول الأطعمة الصحية والحصول على
قسط كافٍ من النوم؛ لأنه سيساعد على تحسين عملية الشفاء أسرع.
وعلق "عثمان" على بعض
الأسباب التي قد تؤدي إلى فشل عمليات التجميل، ومنها ما يتعلق بالمريض مثل عدم
اتباع تعليمات ما قبل وبعد العملية، وعدم الاهتمام بالنظافة الشخصية والعناية
بالجروح، وأخرى خارجه عن سيطرة المريض مثل وجود أمراض مزمنة مثل السكري أو أمراض
القلب، وضعف جهاز المناعة، وأخرى قد تتعلق بالجراح نفسه، مثل قلة خبرة الجراح أو
مهاراته، عدم التخصص في نوع العملية المطلوبة، وعدم استخدام تقنيات حديثة لتخفيف
التكلفة، عدم مراعاة احتياجات المريض، وعدم مراعاة خصائص الجسم مثل لون البشرة أو
شكل الوجه أو غيرهم، والظروف المتعلقه بالعملية مثل حدوث مضاعفات كالنزيف أو العدوى،
والتفاعلات التحسسية، وندبات غير مرغوب بها ناتجة عن استخدام أدوات غير مناسبة، أو
رخيصة، وعدم تعقيمها بشكل صحيح.
الدين يفصل بينهما
وأفادت نجوى خليل، داعية إسلامية، أن
عمليات التجميل تنقسم إلى ٣ أنواع، فأول نوع لعلاج عيب خلقي، كعوج في منطقة الأنف
يسبب صعوبة في التنفس، أو وجود أحد الأطراف الزائدة في جسد الإنسان، وذلك لا يعد
ذنبًا، بإجماع أهل العلم أنه جائز، والنوع الثاني التجميل للعبث فقط، مثل تغيير
جنس الشخص أي تحوله من ذكر لأنثى والعكس، وهو محرم بإجماع العلماء، والنوع الثالث اختلف
فيه أهل العلم، وهي عمليات التجميل ليزداد الإنسان جمالًا، مثل عمليات تكبير الشفاه
وشد الوجه، فأجاز بعض علماء الدين ذلك؛ لأنه لا يوجد نص يحرم ذلك، حسب قول الله
تعالى {وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذانَ الْأَنْعامِ
وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ..}، فلو كان الشخص يقوم بذلك
بدون إصراف وتبذير مبالغ كبيرة، أو بدون كشف عوراته فلا بأس بذلك.
وقال محمد إمام، عالم بالفقه
والشريعة، إن رأي علماء الدين في عمليات التجميل يختلف بين
الفقهاء والمذاهب المختلفة، وهذا الرأي يعتمد على تفسير القواعد الشرعية وتطبيقها
على الحالات المعاصرة، ففي العديد من التيارات الدينية، يتم التشديد على أن عمليات
التجميل يجب أن تكون مشروعة فقط إذا كانت ضرورية لتصحيح عيوب جسمية أو وظيفية تؤثر
سلبًا على الصحة النفسية أو العامة، بينما هناك العديد من العمليات التي يتم
اعتبارها غير مشروعة بموجب بعض الآراء الدينية، خاصة إذا كانت تتضمن تغييرًا في
الشكل يرتبط بمظاهر الجمال الخارجي دون وجود ضرورة طبية حقيقية، وتعتبر تدخلًا في
خلق الله واستخدامًا غير ملائم للموارد الطبية والزمن، وربما تنتهي إلى إهمال
الأولويات الطبية الأكثر أهمية،
مؤكدًا ضرورة الاعتدال والتوازن في النظر إلى عمليات
التجميل، ووجوب التفكير في الأسباب والمخاطر، والآثار النفسية والاجتماعية.

