شيماء: تزوجت ثلاث
مرات أولهم في عمر الـ15.. وتعرضت إلى الضرب والإهانة
محمد علي: جعلت
ابنتي لا تكمل دراستها.. ومهنة السكرتارية مشبوهة
عفاف عبدالعال:
والدي منعني من دخول الجامعة.. ورجب: أجبرت أولادي على العمل في تجارة الأخشاب
محمد الفقي:
انعدام التواصل في مرحلة المراهقة يوجه الشباب نحو الإدمان.. والعامل الديني له
دور مهم
طبيب نفسي:
التواصل خلال المراحل الأولى يحقق النضج الفكري
كتبت: مرام أحمد، إسلام عبدالجواد،
فاطمة رضا
زواج البنت يرفع
المسؤولية عن الأسرة!
قالت رحمه عبد الحميد 23 عامًا، إنها
ضحية زواج القاصرات؛ فقد أجبرها أهلها على الزواج في سن السابعة عشر تحت مسمى
"عريس ميترفضش"، وبعد زواجها بيوم هربت من منزل الزوجية إلى منازل أحد
أصدقائها لمدة أسبوع، ثم عُدت مرة أخرى إلى أهلي، وأصبحت تحمل لقب "مطلقة"
في السابعة عشر، لتتزوج مرة أخرى في سن التاسعة عشر، ولكن لم ينجح الأمر مرة أخرى فقد
كان يتعاطى المخدرات، لا يقوى إلا على ضربها وإهانتها، مضيفة أنه كان عقيمًا لا
ينجب، فتطلقت للمرة الثانية، ويكرر أهلها الكرة للمرة الثالثة، وتزوجت من شخص
يضايقها بما حدث في حياتها من قبل، مختتمة أنها فقط ضحية.
صرحت شيماء بكري 24 سنة، أنها تزوجت
في سن الخامسة عشر كطبيعة البنات بالقرى، وأصبحت أمًا لطفلين ولد وبنت قبل العشرين،
لتذهب فرحتها بتحضيرات العرس بعد فترة من الزواج، عندما اكتشفت أنه عاطل ويقوم
بضربها، وأصبحت تتحجج لذهب إلى بيت أهلها، ويبدأ زوجها في الشكوى، وأنها
"زوجة فاشلة"، حتى تفاجأت بزواجه مرة أخرة، لتنهي الزيجة وتعيش لتربية
أطفالها.
أوضحت زينب عبد المجيد 27 عامًا،
مطلقة، تزوجت من شخص يكبرها بعشر سنوات، بعدما أقنعها والدها أنه شخص مناسب خاصة
مع تقدم والدها في السن، وزواج كل أخوتها ولا يوجد أخوة ذكور يحمونها بعد وفاة
الوالد، لتتم الخطبة والزواج، وتبدأ بعدها صراعات بينها وبين عائلة الزوج، وتفاجئ
"زينب" بوفاة والدها، لتعتبرها فرصة لأخذ الحرية وتطلب الطلاق بعدها
بفترة، وأصبحت مطلقة في سن الـ27 وترفض الزواج مرة أخرى، مقررة الكفاح من أجل
أولادها.
أوضح محمد علي 65 عامًا، أنه أجبر
ابنته على تركها للتعليم سابقًا؛ لأنها كانت في الثانوية التجارية، وعندما انتهت كانت
ستدرس في معهد الإدارة والسكرتارية، قائلًا إن مهنة السكرتارية مشبوهة؛ لذا رفض
تمامًا استكمال دراستها، مقررًا انتظارها في المنزل حتى تتزوج وهو ما حدث بالفعل.
قالت عفاف عبدالعال 52 عامًا، إن
والدها رفض إدخالها الجامعة منذ زمن، إيمانًا بفكرة أن "البنت مكانها في بيت
جوزها"، ليتم عقد قرانها وهي في الثامنة عشر من عمرها، لكن "عفاف"
لم تتخل عن حلمها، وأنها تريد أن تحصل على البكالوريوس، فبدأت عفاف بمساعدة زوجها
باستكمال دراستها في التعليم المفتوح بكلية الآداب قسم علم النفس بجامعة القاهرة
في سن الـ48 وحصلت على البكالريوس.
يروي رجب محمد 63 عامًا، أنه يعمل
في تجارة الأخشاب، وظيفة ورثها ابًا عن جد، وأنها إرثًا يجب أن يستمر من بعده، مقررًا
عمل أولاده معه رغمًا عنهم باعتبارها "مهنة العائلة"، وإن قرروا استكمال
دراستهم فلا يجد مشكلة على أن يعملوا في تجارة الأخشاب حتى بعد مماته.
الطب النفسي يوضح خطورة
صراعات الأسرة
قال الدكتور عايدة محروس، أستاذة
الطب النفسي، إن نشوء الصراع بين الآباء والأبناء يتوقف على نمط التربية منذ
الطفولة، فكلما كانت العلاقة جيدة بينهما خاصًة المرحلة الأولى من عمر الطفل بداية
من4 أعوام إلي 14 عامًا، تنشأ بينهما علاقة إيجابية طيبة؛ وبالتالي لا يحدث صراع،
مفسرًا أن سبب الصراع بسلوك الأب في مراحل عمره المبكرة، فيكون الصدام أمر حتمي، و
يتخذ الطفل الاتجاه التنافسي السلبي مع الأب أو مع كل من يمثل له السلطة الأبوية
سواء الحكومة أو مديره في العمل؛ وبالتالي تحدث المشاكل النفسية والجنسية
والسلوكية للأبناء نتيجة عدم التواصل مع الآباء.
وأكدت "عايدة" ضخامة الأخطار النفسية
التي تتعرض لها الفتاة عند الزواج المبكر، كونه يمثل عبء عليها نتيجة تحمل
مسؤوليات لا تتناسب مع عمرها؛ وبالتالي يحرم الطفل من فترة مهمة تعمل على تشكيل
شخصيته مستقبلًا، وهذا قد يجعله ساخطًا على المجتمع، وانتهى الأمر في بعض الأسر
للقتل.
وأوضح محمد الفقي، أستاذ ورئيس قسم
الطب النفسي والأعصاب بالأكاديمية الطبية العسكرية، أن الصراع بين الآباء والأبناء
ينشأ عادة في فترة المراهقة، وهى فترة إثبات الوجود والشخصية لدى الأبناء، عندما
يستمر الآباء في معاملة أبنائهم كما لو كانوا صغارًا، مرجعًا السبب إلى الثقاقة
الوالدية العدائية، ما يجبر الأبناء على إظهار نوعًا من العناد؛ فينشب الصراع
بينهما، لافتًا إلى أن ذلك الصراع يحدث فجوة في التواصل بين أفراد الأسرة، ويصبح
مصدر التعلم والثقافة لدى الأبناء من خارج المنزل، فلا يقدر الآباء على تحديد طريق
أبنائهم من اتجاه تطرفي أو ميل انحرافي كشرب المخدرات أم في حالة سوية.
أما الزواج القصر، فأستطرد
"الفقي" حديثه، أنه يكسب الطفلة خبرات محدودة في التعامل مما يجعلها عرضة
للاستغلال بسهولة، إلى جانب الإصابة ببعض الأمراض النفسية مثل الاكتئاب وفصام
الشخصية، كما يعرضن للتنمر من قبل الفتيات الأخريات، فالمشاكل النفسية تنتج عن
التغيرات البيولوجية الحادثة في فترة مبكرة لدى القاصر المتزوجة، ونتيجة تغيرات في
البيئة الاجتماعية سواء انتقالها لمنزل الزوج، أو نظرة المجتمع لها.
ويرى "الفقي"، أنه يستحيل
أن تحدث المشاكل النفسية للأبناء، إذا كان الوزع الديني متحقق عندهم، فقد نهى الله
ورسوله عن إظهار مشاعر الغضب والسلبية تجاه الوالدين مهما كانت الأسباب، ذاكرًا أن
إزالة العداء لدى الآباء يمكن أن يتحقق بسهولة بالصبر والصلاة وتلاوة القرآن
الكريم، مستشهدًا بقول الله تعالى: "إن الله مع الصبرين إذا صبروا"،
وبقوله أيضًا: "الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس"، مشيرًا إلى أن
الأولى بالصبر عليهم والعفو عنهم هم الآباء، مستكملًا أن يشغلوا أوقاتهم بتحسين
قدراتهم الذاتية، وأن يكونوا على قناعة تامة بأن تصرفات آباهم نابعة من الخوف
والحرص على مصلحتهم.
وتنصح هند البنا، استشاري الصحة
النفسية، بضرورة اتباع أساليب الحوار البناء في مناقشة الأبناء، كاستخدام اللغة
الهادئة المعتدلة التي تنم عن الخبرة الكبيرة لدى الآباء، وبالتالي يستفاد منها
الأولاد ويقل عندهم العناد والتوتر أثناء النقاش مع والديهما، وأن يستفيد الآباء
من تجاربهم الوالدية السابقة، أي كيف كان آباؤهم يتعاملون معهم؟، ويعدلون من
سلوكهم مع أطفالهم بقراءات عن التنشئة والتربية؛ ما يخلق علاقة صحية سليمة بينهم
وبين أطفالهم.
أمراض لا تنتهي
أوضحت هناء عبدالرحمن، طبيبة أمراض نسائية، أنها كثيرًا ما
تقابلها حالات حمل لفتيات عمرهن 18 عامًا وقد يقل عامًا أو اثنين، وأنها تحاول
متابعتهن بالعقاقير الطبية اللازمة لمنع انتقال الأمراض التناسلية للفتيات عن طريق
الزوج، فالبيئة التي يحدث بها زواج قصر تفتقر إلى الفحوصات الطبية التي تسبق
الزواج، مثل الإصابة بفيروس نقص المناعة البشري؛ بسبب سهولة انتقال العدوى
التناسلية إليها، والإصابة بالالتهابات التناسلية، كما أن الزواج القصر يشجع
على الحمل مبكرًا، وبالتالي معدل إنجاب أعلى، وهو ما يؤدي إلى ضعف البنية الجسدية
للفتاة وتبدأ في أمراض العظام والضغط والسكري قبل الفتيات الأخريات في نفس عمرها.
